الانباء
قال عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني في حديث إلى «الأنباء» إن الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين الأسبوع المقبل إلى المنطقة، وتحديدا إلى إسرائيل، «ستنتهي لا محال بمثل ما انتهت إليه زياراته السابقة، أي بين عدمين: عدم وقف إطلاق النار وعدم تطبيق القرار الدولي 1701».
واعتبر البعريني «ان القرار الأميركي بإنهاء الصراع بين إيران ممثلة على الأرض بحركة حماس وحزب الله من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية لم تتوافر عناصره بعد، وبالتالي إلى المزيد من العنف وسفك الدماء والدمار والتهجير در».
وأضاف البعريني: «القرار الدولي بتفكيك ساحات المقاومة في المنطقة العربية، لاسيما إنهاء الحالة العسكرية لكل من حماس وحزب الله، اتخذ بموافقة الحرس الثوري الايراني منذ ما قبل عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023. لكن المشكلة التي لم يتنبه اليها صناع القرار، هي ما سينتج عن هذا المسار من تداعيات سياسية وأمنية خطيرة على الداخل اللبناني. وليس من قبيل الصدف أن يبادر المصطادون بالماء العكر إلى تحريك العصبيات المذهبية والمناطقية بين النازحين من الطائفة الشيعية الكريمة، وأخوتهم في المناطق اللبنانية ذات الغالبية الدرزية والسنية والمسيحية. وهذا الأمر الذي اذا تطور، لا سمح الله، ولم تحبط الأجهزة الأمنية الغاية منه، سيدخل لبنان واللبنانيون جميعهم في فم التنين حيث سقوط الهيكل وخراب البصرة».
وتابع البعريني: «لبنان دولة متلقية لا مبادرة، وقد دفع بفعل الوشوشات والإملاءات الإقليمية والدولية إلى قلب العاصفة. وعلى اللبنانيين بالتالي وزراء ونواب وقيادات سياسية ومواطنين، التنبه إلى ما ستحمله الأيام والأسابيع المقبلة من مفاجآت لا قدرة للبنان على تحمل أوزارها، خصوصا أن رهان الأخصام السياسيين في لبنان على نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لتسجيل النقاط كل على الآخر قفزة في المجهول، طالما ان المخطط الدولي الممهور بموافقة إيرانية والقاضي بإنهاء الحركات المسلحة في لبنان وفلسطين سلك المسار التنفيذي تحت عنوان قضي الأمر».
وفي سياق متصل، بالأزمات وردود الفعل الداخلية، قال البعريني ردا على سؤال: «ليس من قبيل الصدف ان يبادر البعض دون أي سبب وجيه إلى التهجم على المؤسسة العسكرية، والتعرض لقائدها العماد جوزف عون (...) الأمر الذي ان أكد على شيء، فهو وجود محرك شيطاني جهنمي يتربص شرا بلبنان واللبنانيين، فالجيش ضمانة الأمن والاستقرار، ولا مصلحة لأحد في التهجم عليه خصوصا في ظل العدوان الإسرائيلي، والخشية من التوترات الشعبية الناتجة عن النزوح».
وختم البعريني: «كنا نتمنى انتخاب رئيس للجمهورية كمنطلق نحو الحلول. إلا أن مواقف القوى السياسية المكللة بسلبيات لا تنتهي فصولا، تحول دون إنهاء الشغور في سدة الرئاسة والذي قد يمتد حتى 2026. وهذا يضع لبنان على ضفة الانتظار حتى تأتي الحلول من الخارج، في وقت أكثر ما نحتاج اليه في ظل الظروف الراهنة وتحت النار الإسرائيلية، هو رئيس مبادر يقتحم المحافل الدولية بديبلوماسية غير مسبوقة لانتزاع قرار بإعفاء لبنان من نير السياسات الدولية».