انتخب مجلس شورى حزب الله أمس الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب وكثرت التساؤلات حيال ما يعنيه الاعلان عن انتخابه في هذه المرحلة، فيما أكد نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي للجزيرة أمس أن "إعلان اشغال الشيخ نعيم قاسم منصب الأمين العام لا يرتبط بتطور سياسي".
في هذا السياق، أشارت الاستاذة في العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ليلى نقولا في حديث لـ vdlnews الى أنه "من الطبيعي، أن يقوم الحزب باختيار خليفة للسيد حسن نصر الله أولا لكي يقول إنه لا يخشى اسرائيل وما تضمره الاخيرة في هذا المجال، ثانيًا لكي يثبت للعالم أنه ليست هناك أماكن شاغرة ومراكز قيادية شاغرة في الحزب، وثالثًا لكي يؤكد ما تثبته الحرب البرية بأن الحزب متماسك وأن الضربات التي تلقاها لم تؤثر على هيكليته وقوته وهو لا يزال متماسكًا ويستطيع أن يجتمع ويتواصل وأنه لم يفقد السيطرة وبالتالي مركز القيادة والسيطرة لا يزال متماسكًا وقويًا، وعلى هذا الاساس تم اختيار الشيخ نعيم قاسم".
ولفتت نقولا في حديث لموقعنا الى أنه "إضافة إلى ما ذكر، سوف تكون هناك حاجة في المراحل المقبلة الى ان يكون هناك شخص في حزب الله مكلف بمسؤولية الرد على المبادرات الدبلوماسية والسياسية التي سوف تصل للحزب والتي يقوم بالتفاوض الآن الرئيس نبيه بري، ولكن طبعًا هناك ثقة كما قال الحزب بالرئيس بري إلا ان الاخير يحتاج الى موافقة الحزب والى شخصية تستطيع أن تأخذ هذه المهمة وأن تكون في الواجهة لأخذ أي قرارات أو لابلاغ الرئيس بري بأي قرارات يحتاج اليها الاخير لاستكمال التفاوض".
وقالت نقولا: "في المرحلة المقبلة، وبعد أن نتنهي هذه الحرب، سوف ينكب حزب الله على معرفة الثغرات التي أدت الى قدرة اسرائيل على توجيه هذه الضربات الكبيرة له، منذ تفجير البايجر واغتيال السيد حسن نصر الله وقادرة الرضوان وقادة حزب الله الآخرين، وذلك لترميم هذه الثغرات".
وتابعت: "أما في الموضوع الداخلي، فغياب السيد حسن نصر الله لا يمكن تعويضه لا شعبيًا ولا سياسيًا، وسوف يبقى هناك فراغ كبير".
وأضافت نقولا: "حزب الله سيبقى قويًا في المعادلة الداخلية لكن قد يكون هناك مقاربة مختلفة، والاطراف الآخرون سوف يحملونه مسؤولية الدمار الكبير واختياره الذهاب الى جبهة الاسناد، وسوف يكون هناك لوم له على كل هذه الخسائر"، مشيرةً الى أن "المقاربة سوف تختلف انطلاقًا من أن هناك عنصرًا جديدًا وقيادات جديدة شابة في حزب الله، وهذه الاخيرة لا نعرف كيف سوف تتصرف ولا كيف سيكون تعاطيها بعد هذه الحرب وبعد ما سيحصل نتيجة هذه الأخيرة".
ولفتت الى أنه "من المبكر اليوم أن نقول ما ستكون عليه مقاربة حزب الله حيث يجب الانتظار حتى انتهاء الحرب ومعرفة كيفية انتهائها وأي موازين قوى جديدة سوف تُفرَز في الساحة اللبنانية بعد هذه الحرب، وبعدها نستطيع أن نقول كيف سيكون تصرف حزب الله".