بعد حوالي الشهر من الانتظار ردت إسرائيل على إيران بتوجيه عدة ضربات جوية طالت مواقع عسكرية في العاصمة طهران تحديدا في قطاعها الغربي، وفي مدينة كرج شمال غرب طهران، فضلا عن أهداف في محافظتي عيلام وخوزستان في غرب وجنوب غرب إيران. فاعتبرها البعض انها ليست حسب التقديرات التي كانت متوقعة. فهل كان هناك تنسيق بين الطرفين؟ وماذا يحمل هوكشتين في جعبته؟
السيطرة على الأجواء لمدة أربع ساعات
وفي حديث لـ Vdlnews أكد الصحافي والمحلل السياسي علي حمادة أن: "الرد الإسرائيلي على إيران هو جزء من هذا الصراع الطويل الامد بين البلدين وهذه حرب سجالية فهو رد أقل مما كان يتوقع من ناحية المظهر وهو أكثر مما كان يتصور الإيرانيون من ناحية الفعالية او الإيذاء العسكري".
وأضاف: "المعلومات حتى الآن قليلة لكن تدل بمعظمها الى أن الاسرائيليين تمكنوا من السيطرة على الأجواء الإيرانية لمدة أربع ساعات بشكل تام بعد ضرب رادارات الأنظمة الدفاعية اس 300 واس 400 الروسية وغيرها من المنصات والمصانع المتعلقة بالصناعة الصواريخ الباليستية والمسيرات".
تنسيق مع الاميركيين... وإيران كانت تعلم
وكشف حمادة أن "هذه الأهداف التي استهدفتها إسرائيل هي منسقة مع الاميركيين بحيث توصل رسالة إلى إيران أن هذه الضربة لا تسبب في حرب واسعة أو برد واسع إيراني وبالأغلب الظن أن الأمور ستقف هنا وأن رد الإيراني سيكون عبر الاذرع".
وأكمل: "في الساعات التي سبقت الضربة إيران كانت على علم أن الضربة ستحصل في الليل وكان هناك أعلى منسوب من الضربات من حزب الله بصواريخه من لبنان والتي بلغت 42 ضربة صاروخية على إسرائيل وواضح انه لا يزال حزب الله قادراً على العمل فهو يقاتل في لبنان ولكنه جزء من وحدة الساحات الإيرانية".
وأردف: "أراد الإيرانيون ان يوصلوا رسالة انهم لا زالوا قادرين على إيذاء إسرائيل انتقالاً من الأراضي اللبنانية".
حزب الله غير معني بوقف إطلاق النار
وأشار حمادة إلى ان "إسرائيل لم تحقق حتى الآن أهدافها وتعتبر بانه لا يزال امامها متسع من الوقت وتفويض دولي لتحقيق أهدافها وبالتالي بالنسبة إليها هي مستمرة وحزب الله يعتبر بأنه غير معني بوقف أطلاق النار على الرغم من إنه يطالب بها ولكن المهم ليس موقف حزب الله بل الموقف الإيراني".
وأستطرد، "إيران تريد إكمال المعركة وربما إيصال احداث نوع من التوازن في المعركة البرية بحيث تستطيع ان تخرج من هذه المعركة وهي ترفع إشارة النصر ولا يزال من المبكر الحديث عن وقف لإطلاق النار".
سيطرة إيران على مجلس النواب
ولفت حمادة إلى أن "المصريين يتحدثون مع الإيرانيين من اجل حثهم على فتح مجلس النواب فالمجلس مغلق بقرار من حزب الله وحركة امل ومن يتخذ القرار هي طهران وهذا ما جرى خلال الاتصال الذي حصل بين وزيري الخارجية المصري والإيراني فحتى الآن الإيرانيون ممتنعون عن فتح المجلس وانتخاب رئيس".
وقال: "فالإيرانيون ينتظرون نتائج المعركة البرية لعلهم يعيدون شيئا من التوازن انطلاقاً من الأرض على الرغم من أن الأرض محروقة فهناك خسائر كبيرة نسبياً عند الإسرائيليين ولكن في المقابل، هناك تدمير كامل ومنهجي لأجزاء واسعة من الجنوب اللبناني".
لا شيء جديداً... ولا هدنة
ورأى حمادة أنه"حتى لو أتى الموفد الأميركي أموس هوكشتين إلى بيروت فهو لا يحمل جديداً سوى المقترحات بالنسبة إلى القرار 1701".
وأضاف: "وقف إطلاق النار 21 يوماً والتفاوض خلال هذه الفترة لم يحصل ووقف إطلاق النار وتعزيز الجيش غير كاف في الوقت الحاضر ولم يتم النقاش بإخراج عناصر حزب الله إلى ما بعد الليطاني حتى الآن".