منذ أول لحظة لوقوع فاجعة بيروت تحرك الجيش اللبناني من كل المناطق نحو العاصمة الجريحة، وبدأ باللحم الحي وبالزنود السمراء عمليات البحث في بقعة الدمار الكبيرة في المرفأ ومحيطه، ولكن انفجار بهذا الحجم تعجز اي دولة في العالم توقعه او تحمله او التعامل معه فورا، وهو بحجم هجوم ذري او نووي على اي دولة كبيرة ام صغيرة الامكانيات، وجيشنا المقدام والبطل نزل وملأ الساحات وبحث بكل امكانياته الكبيرة البشرية ومعداته الخجولة عن ضحايا.
وفي هذا الوقت كان الجيش يساهم في تهدئة الشارع الذي يغلي على وقع استقالة الحكومة وما الى ذلك من خلافات سياسة وتحركات ثورية، وكان ايضا يرفع الركام وينظف الشوارع، وكان يستقبل طائرات المساعدات، ويوزعها على المنازل المتضررة من باب الى آخر، كما انه دخل الى قلب المباني لتنظيفها مع اهلها.
الجيش اليوم بدأ بتأهيل الجزء الصالح من مرفأ بيروت لإستقبال بواخر المساعدات التي ستصل بعد ساعات من الدول المانحة، كما ان المرفأ سيكون قادرا على استقبال البضائع العاجلة التي يجب ان تكون في الاسواق كالمواد الغذائية والأدوية، كما ان الجيش وزع اليوم نحو 2500 حصة على 2500 منزل متضرر في شوارع بيروت ومستمر في التقديمات.
الجيش لم يتأخر ابدا بل تولى المسؤولية منذ اللحظة الاولى، وتولى كل العمليات والتنسيق مع فرق الاسعاف الاجنبية التي اتت فورا من الخارج، كما ان الافتراء على الجيش بهكذا نوع من الكلام هو جريمة، فهو انهى الشق الطارئ من العمليات وبدأ بزنود الافواج المقاتلة وافواج النخبة تنظيف الشوارع، فزنود عسكرنا هي ملكنا وملك اهلنا، حتى ان ارواحهم جاهزة للتضيحة من اجل اي شخص تضرر في بيروت، لذلك بدل الافتراء وبث الشائعات والحقد قولوا له "سلم ايديك يا وطن".