تتكثف المبادرات والزيارات الى لبنان سعيًا الى وقف اطلاق النار والوصول الى حل بالدبلوماسية، حيث زار الموفد الاميركي آموس هوكستين كما الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لبنان منذ يومين، كما يُعقَد غدًا مؤتمر لدعم لبنان في باريس. ووسط هذه المساعي الدبلوماسية المكثفة، يبقى السؤال الابرز يتمحور حول ما اذا كانت هذه المساعي ستتمكن من الوصول فعلا الى وقف لاطلاق النار في وقت المواجهات محتدمة في الميدان.

في هذا السياق، أشار الصحافي علي حمادة في حديث لـvdlnews الى أنه "لم يحن بعد موعد التفاهمات والاتفاقات لإيقاف هذه الحرب، فهذه الأخيرة مستمرة في الافق المنظور والحلول المطروحة حتى الآن، اي من بين تلك الجدية، هي من جانب الأميركي، فالموفد الاميركي آموس هوكستين أتى ليستمع وليوضح أن الموضوع خطير، وهذه ليست المرة الأولى، فهذه الزيارة الثانية عشرة وفي كل مرة كان هوكستين يواجَه برفض إيقاف الحرب".

ولفت حمادة في حديث لموقعنا الى أن "الآن أصبح المطلب هو وقف الحرب، لكن حزب الله يريد وقف الحرب من دون أن يقدم ضمانات جدية بأن إيقاف الحرب هو إخراج لبنان من دائرة حروب الآخرين، وهذه نقطة ضعف أساسية في المقاربة التي يتخذها الرئيس نبيه بري، حيث أنه لا يمكن تطبيق القرار 1701 كما كان مطبقًا من العام 2006 حتى العام 2023، هذه صفحة طويت الى غير عودة".

وفي ما يتعلق بزيارة الامين العام لجامعة الدول العربية، قال حمادة إنه "عندما تتحرك الجامعة العربية كجامعة عربية، فهذا يعني أنه لم يحن وقت التدخل العربي، حيث إن الأخيرة هي عبارة عن إطار عام وغير فاعل للأسف، وبالتالي زيارة أبو الغيط هي زيارة استقصائية ليس أكثر"، مضيفًا: "الجامعة العربية غير معنية بأي تفاوض وبأي نقل أفكار سوى في ما يتعلق ببعض الجهات العربية لكن ليس أكثر، فهي ليست طرفًا في المعادلة".

وبالنسبة للمؤتمر الذي سيعقد غدًا في باريس لدعم لبنان، أشار الى أن "الموضوع مختلف"، موضحًا أن "باريس تريد أولا أن تبقي القضية اللبنانية في دائرة الاهتمام الدولي، وثانيًا هي محاولة إقرار حزمة مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة للبنان ذلك أن الحمل كبير، ثالثًا هي محاولة أيضًا للحديث مع ممثل السلطة التنفيذية نجيب ميقاتي وعبره الى الرئيس نبيه بري وعبر الرئيس بري الى قيادة حزب الله والآخرين بأن هذه الحرب، إذا لم تتوقف بسرعة، سوف تدمر كل لبنان وليس فقط الجنوب، وبالتالي مطلوب اتفاق".

وأضاف: "إيقاف الحرب بشروط حزب الله ليس على الطاولة وهو يعرف ذلك والموضوع ليس بقرار حزب الله بل هو القرار الايراني الذي يتحكم بحزب الله وبماكينته العسكرية تصعيدًا، علّه ينقذ حزب الله من الورطة التي هو فيها عسكريًا ليس أكثر"، لافتًا الى أن "الايرانيين غير آبهين بلبنان، ما يهمهم هو تنظيمهم العسكري والامني في حزب الله ليس أكثر".