جو نون وهب حياته للعاصمة المنكوبة وأسلم الروح.. "جَرّب يِفتَح باب العنبر طُلِع عَم يِفتَح باب السما"
جو نون وهب حياته للعاصمة المنكوبة وأسلم الروح.. "جَرّب يِفتَح باب العنبر طُلِع عَم يِفتَح باب السما"

خاص - Tuesday, August 11, 2020 12:57:00 PM

"جَرّب يِفتَح باب العنبر طُلِع عَم يِفتَح باب السما"... كلمات امتزجت بحب لا مثيل له كتبها أحد أحباء جو نون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

رحلة البحث الطويلة والشاقة انتهت بالأمس، التقرير صدر، وكآية الانجيل، وقفت روح جو كروح المسيح أمام باب القبر عندما قال للعذارى اللواتي أتين يمسحن جثمانه بالطيب: "لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ!" (لوقا 6:24)... نعم روح جو قامت مع قيامة المسيح وصعدت معه الى ملكوت الله، ذلك المكان الجميل الذي لا يوجد فيه الا السلام والراحة الأبدية!

من منا لم يسمع بالبطل جو طانيوس نون، ابن مشمش، الذي ركض نحو باب العنبر 12 المشؤوم وفي يده حديدة ليحاول بواسطتها فتح ذلك الباب البائس... "وصل جو عَ المرفأ... معقول يشوف نار ولعانة وما يِقتُل حالو تَيطَفّيا؟"، لا زلنا لا نعلم اذا كان اندفاعه هو ما قتله أم هو القدر أم زعماؤنا الفاسدون الذين وضعونا في فوهة البركان وأشعلوه حتى يبيدنا جماعيا!

"جو فرد من عائلة مؤلفة من 5 أشخاص، والده طانيوس هو نائب رئيس بلدية مشمش، ووالدته زينة، شقيقه ويليام وشقيقته نانسي"، وفق ما أوضحت نائبة رئيس الطلائع في مشمش ماريان دريان.

"مهما حاولت جمع عباراتي لن يفي الكلام حق الطيبة التي رافقت جو في كل خطوة وكل عمل، هو صاحب القلب الطيب والخدوم، كان متواجدا في كل نشاط في البلدة، العذراء مريم كانت رفيقته في كل خطوة، كان منتسبا لفرسان العذراء ثم في الطلائع وأسس فرقة الشبيبة كما كان عضوا في النادي الثقافي الرياضي"، بحسب دريان، التي تابعت بالقول: "من المستحيل ألا تشعر مشمش برمتها بغياب هذا الشاب المندفع والمقدام لأنه كان دائما حاضرا بين الجميع لخدمتهم!".

وأشارت ماريان الى أن "جو درس الفندقية وكان يساعد أهله في أيام عطلته بالعمل معهم في مطعمهم، دخل الى فوج الاطفاء عام 2018، وعرف بأنه يرمي نفسه في أي خطر في سبيل أن يخلّص أي شخص عاجز".

"رمى نفسه بالنار، نعم هذا ما فعله بالتحديد، تلك النار التي لم تخطفه منا فحسب بل سلبت الحياة والنبض من قلوبنا التي تحطمت في خضم البحث عنه وسحقت عند تلقي نتيجة فحص الـDNA الذي صدر بالأمس"، كلماتها تلك امتزجت بحرقة الفراق!

وتابعت ماريان: "آخر صورة رأيناها له كانت خلال وقوفه أمام عنبر الموت في المرفأ وهو يرتدي بزّة الدفاع المدني محاولا فتح فوهة الموت بيديه!".

وأشارت الى أن "مشمش غدا ستودع ابنها البطل وعريسها وحبيب قلب الجميع، حيث سيوارى الثرى، لا يسعنا القول لروحك الجميلة الا أن تصلي لنا حيثما حلت!".

" بحِبّو..... أنا ولادي رفقاتي"، هذا ما قاله والد جو في أحد التقارير المتلفزة، وكم كانت صعبة ان تسمع تلك الكلمات من والد محروق يحاول اظهار القوة من أجل زوجته وقلبه محطم متأمل ينتظر عودة ابنه الذي ابتلعته أنقاض المدينة!

جوني مخيبر، أحد الأشخاص الذين كتبوا لجو عبارات مؤثرة على فيسبوك، وأبكى أصدقاء البطل، أضاف الى كتابته التالي: "ضِحِك جو... بالسما مجبور تِضحَك، لازم تِفرَح، لأنو فوق في حُبّ ووَحدو الحُبّ بجيب السعادة... جو نون، بحِبَك من دون ما أعرفَك.. بحِبَك لأنك إنساني، لأنك بتضَحي كرمال الناس، بحِبَك لأنك شجاع، ولأنّك بَطَل، بَطَل ، بطَل مبروك السما عليك".

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني