يعقد في 24 من الشهر الجاري مؤتمر في باريس لدعم لبنان وقد دعا السفير الفرنسي هيرفي ماغرو أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رسميًا الى حضور المؤتمر. وتأتي هذه الخطوة الفرنسية وسط مطالبات بوقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، الامر الذي أكدت عليه الحكومة اللبنانية مرات عدة.
في هذا السياق، أشار الصحافي تمام نور الدين في حديث لـvdlnews الى أن "فرنسا هي الدولة الوحيدة التي لم تترك لبنان والتي كانت لديها ومنذ انفجار مرفأ بيروت محاولات عدة في مؤتمرات "باريس 1" و "باريس 2" و"سيدر" وغيرها"، لافتًا الى أن "لبنان في مأزق اليوم وفرنسا، منذ بدء "طوفان الاقصى" في 7 تشرين الاول عام 2023، تحاول مساعدة لبنان وتحذره من خطورة الدخول في الحرب التي دخلها في 8 تشرين الاول".
وشدد نور الدين على أن "فرنسا هي الدولة الوحيدة، من بين الدول الخمسة في مجلس الامن التي تملك حق الفيتو، التي تطالب بوقف اطلاق نار وهي الوحيدة التي دعت الى حظر بيع السلاح الهجومي خصوصًا الذي يُستخدم في لبنان وغزة"، مضيفًا: "شهدنا هذه الوقفة الى جانب غزة وشعبها في السابق واليوم نشهدها في لبنان".
وفي ما يتعلق بمؤتمر دعم لبنان الذي سيعقد في باريس، أوضح نور الدين في حديث لموقعنا أن "للمؤتمر هدفين، الاول إنساني وهو يتمثل بتأمين جسر جوي ووضع آلية لتقديم المساعدات ووصولها الى لبنان وكيفية توزيعها وغيرها من الامور"، مضيفًا: "فرنسا هي أول من بدأ بإرسال المساعدات الى لبنان من دون "طبل وزمر" كما رأينا مع دول أخرى، بل هي تعمد الى تقديم المساعدة من دون تمنين أحد، حيث إن الطائرات العسكرية الفرنسية تأتي الى لبنان حاملةً مساعدات، خصوصًا الطبية منها في هذه الاوقات والتي تحتاج اليها المستشفيات في لبنان".
أما بالنسبة للهدف الثاني للمؤتمر، فأشار الى أنه "سياسي، وهو مثمثل بمحاولة الوصول الى وقف اطلاق نار وتأمين مساعدات للجيش اللبناني ذلك أنه من الممكن في المستقبل أن يلعب هذا الأخير دورًا في تطبيق القرار 1701 أو اذا كانت هناك صيغة جديدة إزاء مرحلة ما بعد الحرب، علمًا أنني أعتقد أن التوصل الى وقف إطلاق نار لا يزال صعب تحقيقه".
وقال نور الدين: "في ما يتعلق بالجانب الانساني، فهو سينجح وفرنسا سوف تؤمنه، أما في ما يتعلق بنجاح المساعي السياسية ووقف اطلاق النار، فهذا الامر هو في يد نتنياهو وحده، حيث إننا نعلم أن لبنان قبل بوقف اطلاق النار وعلى هذا الاساس اتجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الامم المتحدة وحصل ما حصل في ما بعد، من اغتيال السيد حسن نصر الله وتسارع الخطوات باتجاه الحرب".
وتابع: "لا أظن أن أي مساعٍ ستنجح على المدى القريب، فعلى سبيل المثال، كل ما كانت هناك مساعٍ في غزة وكل ما كانت حماس تقبل بأمر معين، كانت إسرائيل ترفضه، ولا أعتقد أن اسرائيل اليوم، وفي الوضعية التي توجد فيها الآن، سوف تقبل بوقف اطلاق النار الا إذا حصل أمر كبير جدًا في الميدان، وكان مؤلمًا على اسرائيل، فمن الممكن حينها أن يتغير الموضوع"، مشددًا على "انني لا اعتقد أن المساعي السياسية سوف تنجح، على عكس المساعي الانسانية التي لا شيء يمنعها، حيث إن الطائرات العسكرية الفرنسية وغيرها سوف تظل تتمكن من الوصول وتقديم المساعدات، ولكن الافق السياسي مقفل ليس لأن لبنان رافض، ذلك أنه أعلن قبوله بالقرار 1701 وبتطبيقه كاملا، بل لأن إسرائيل هي التي لن توقف اطلاق النار".
وعن سبب توقع عدم نجاح المساعي السياسية، لفت نور الدين الى أنه "يعود الى اعطاء أميركا غطاءً لاسرائيل، فهي لا تطلب وقفًا لاطلاق النار وتقول لاسرائيل أن تكمل عملياتها مع تجنب ايقاع الكثير من الخسائر بين المدنيين، من هنا نرى أن هناك ضوءًا أخضر أميركيًا للحرب التي تقوم بها إسرائيل على لبنان، وفي المدى القريب لا وقف لاطلاق النار ذلك أن لا احد، ولا فرنسا ولا غيرها، يمكنه أن يؤثر على إسرائيل، فالطرف الوحيد الذي يمكن أن يؤثر عليها، وذلك إذا كان لديه تأثير، هو الاميركي فقط لا غير".
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا