وقع لبنان وإسرائيل على اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين اسرائيل ولبنان في آواخر الـ2022، بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت لمدة عامين بوساطة أميركية بشأن منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتر مربعا.
ولكن على وقع ما يحدث في لبنان والحرب القائمة على الحدود الجنوبية أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى وآلاف المهجرين وصفت إسرائيل "اتفاق الغاز مع لبنان، "بالخطأ"، إذ تبحث عن ثغرة لإلغائه واصلاحه.
في هذا السياق شرحت خبيرة النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتيان: "الاتفاق الذي تم بين لبنان واسرائيل برعاية اميركية هو اتفاق عبر وساطة ورسائل متبادلة من لبنان الى اميركا مفادها انها قبلت بالحل التي توصلت إليه الوساطة الاميركية والرسالة نفسها ايضا قد أرسلت من إسرائيل إلى أميركا ورفعت الرسالة إلى الامم المتحدة لتؤكد نجاح الوساطة بين البلدين".
ورأت في حديث لموقع vdlnews إلى أن " مفاد الرسالة هو تحديد الحدود التي اتفق عليها لبنان واسرائيل وبالتالي هكذا انتهى الاتفاق بينهما بالوساطة الاميركية".
وأضافت: "حين تقول اسرائيل انها تريد ان تلغي هذا الاتفاق اذا ستقوم بارسال رسالة الى الامم المتحدة مفادها انها ستغير حدودها واذ لم يقبل لبنان بهذه الحدود سنعود الى النزاعات بين البلدين مجددا".
وأشارت هايتيان إلى أن " في الوقت عينه لا احد يستطيع ان يغير الاتفاق من دون العودة الى الطرف الآخر"، مضيفة: "هذا الاتفاق على الورق، ولكن لا احد يجبر الاسرائيلي على تنفيذه لأنه ليس هناك حتى بند جزائي يعاقب على عدم تطبيق القرار، وبالتالي إذا اسرائيل شعرت انها لا تريد الاتفاق ستفتح نزاعا جديدا مع لبنان له علاقة بالترسيم".
ولفتت إلى ان "لبنان يجب ان يراقب هذه الاحداث وعلى الحكومة مواكبة التطورات ليكون لبنان جاهزا من كل الجهات، ونحن اليوم بحرب ولا احد يستطيع ان يلعب دور الوسيط بيننا وبين اسرائيل لحل هذا الموضوع".
وأكدت أن "الاسرائيلي ممكن ان يستغل موضوع الترسيم وان يجتاح لبنان بحرا ويفتح مجالا لحزب الله لضرب "كاريش"".