تطورات بالغة الأهمية وأحداث متسارعة وبالغة الخطورة تسجل يوميًا على الساحة اللبنانية، الاعتداءات الاسرائيلية تتواصل والضربات عنيفة على الجنوب اللبناني والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. وها هي الحرب تدخل مرحلة جديدة على ما يبدو مع اعلان الجيش الإسرائيلي أمس أنه تمت الموافقة على مراحل العملية البرية وفقا لقرار المستوى السياسي، وسط مخاوف وتساؤلات عدة عما ستحمله الايام المقبلة من تطورات هامة على صعيد لبنان والمنطقة.
في هذا السياق، أشارت الاستاذة في العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ليلى نقولا في حديث لـvdlnews الى "اننا مقبلين على مرحلة خطيرة جدًا في تاريخ لبنان حيث سيقوم الاسرائيلي بعد سلسلة من الهجمات التي قام بها على لبنان والتي يعتبر نفسه منتصرًا فيها، سوف يحاول أن يأخذ تنازلات كبيرة جدًا من اللبنانيين تمس بالسيادة اللبنانية وبالعنفوان اللبناني والوحدة الداخلية اللبنانية، وسوف تترافق أيضًا هذه العمليات الاسرائيلية مع ضغوط دبلوماسية ستبرز رويدًا رويدًا لكي يقدم لبنان تنازلات بالسياسة ما لم يستطع الاسرائيلي أن يأخذه بالحرب".
ولفتت نقولا الى أن "لا يوجد شيء اسمه "عملية برية محدودة"، وما يقوم به الاسرائيلي اليوم هو استطلاع بالنار، فهو يريد أن يكتشف مدى قوة حزب الله وجاهزيته للهجوم البري ومدى قدرته على الدفاع عن الاراضي اللبنانية"، مضيفةً: "إذا كان حزب الله ما زال يتمتع بالقوة الكافية ليقوم برد العدوان الاسرائيلي عن لبنان، فسوف يقول الاسرائيلي إنها كانت عملية محدودة وسوف يغيّر رأيه ويقوم بالطلب من الولايات المتحدة الاميركية بأن تمارس ضغوطًا سياسية على لبنان لتقديم تنازلات".
وتابعت: "أما إذا كانت جاهزية حزب الله غير كافية لرد العدوان الاسرائيلي البري على لبنان، فسوف يستمر الاسرائيلي وسوف تتوسع هذه العملية وسيقول إنه يريد أن يصل الى الليطاني ويفرض حزامًا أمنيًا ويقوم بنزع حزب الله وأن يبقي على هذا الحزام الامني".
وتوقعت نقولا في حديث لموقعنا أن "المعركة القادمة سوف تكون خطيرة جدًا وكبيرة جدًا ومعها يتحدد ما الذي يمكن أن يحصل في لبنان وفي المنطقة، فإذا استطاع الاسرائيلي أن يكسر ويهزم اللبنانيين فسوف يتوسع الى المنطقة وسوف يندفع نتنياهو الى تغيير الشرق الاوسط كما كان يقول ويهدد".
وأكدت أن "هدف العملية البرية إقامة حزام أمني بين لبنان واسرائيل وأن يكون هناك تنازلات مؤلمة من لبنان وهكذا نكون قد عدنا الى نقطة الصفر أي الى الثمانينات واعتقد أن هذا لن يحصل".
وعن المقاربة العسكرية والعملياتية لحزب الله إزاء العملية البرية، قالت نقولا: "توقعي أن حزب الله ما زال مستعدًا لهذه الحرب وأن البنية العسكرية والقتالية لم تتأثر الى حد كبير"، مضيفة: "شبكة الاتصالات تأثرت كما القيادة العليا باغتيال قادتها واغتيال السيد حسن نصر الله وهذه ضربات كبيرة جدًا حصلت لحزب الله، ولكن كما اتوقع أن يكون الاستعداد البري والاستعداد لصد الهجوم البري لإسرائيل على قدم وساق".
وأشارت الى أن "إرادة القتال اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه قبل اغتيال السيد حسن نصر الله، لذلك سيتكرر ما حصل في حرب تموز وسوف تتكبّد اسرائيل خسائر كبرى تعود بعدها الى التفاوض والى القبول بوقف اطلاق النار".
ولفت نقولا الى أنه "من دون أن تتكبد اسرائيل خسائر كبرى، لن تقبل بوقف إطلاق النار وسوف تتوسع على حساب اللبنانيين، لذلك المطلوب اليوم هو أن تدفع اسرائيل ثمنًا كبيرًا لعدوانها على لبنان وهذا سوف يدفعها الى السلام".
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا