بولين فاضل_الانباء
نفذت إسرائيل بعد ظهر أمس الجمعة، غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت مستهدفة شقة سكنية في مبنى يقع في حي القائم في الضاحية، حيث أغارت طائرة حربية إسرائيلية من نوع F35، وهي من أحدث الطائرات الحربية، بـ 4 صواريخ على الشقة المستهدفة، في ضربة موجعة أخرى لـ «حزب الله» بعد انفجارات الأجهزة اللاسلكية يومي الثلاثاء والأربعاء.
وتلا ذلك بيان مقتضب صادر عن الجيش الإسرائيلي أفاد بأنه «نفذ غارة دقيقة» في الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل أن تتوالى المعلومات عن أن المستهدف الذي قضى بالغارة هو القيادي البارز في «حزب الله» إبراهيم عقيل، وهو الرقم 2 حاليا في حزب الله، بعد اغتيال المسؤول العسكري السابق الأرفع في «الحزب» فؤاد شكر في حارة حريك بالضاحية الجنوبية في 30 يوليو الماضي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان على منصة (إكس) إن الجيش الإسرائيلي «شن غارة دقيقة في منطقة بيروت».
وتابع: «في هذه المرحلة لم يطرأ أي تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية».
وفيما دمر المبنى المستهدف المؤلف من 9 طبقات في كل منها شقتان وأصيب مبنيان آخران مجاوران بأضرار جسيمة، ضربت الأجهزة الأمنية طوقا حول المكان وهرعت سيارات الإسعاف لإنقاذ المصابين، وأفادت معلومات لـ «الأنباء» نقلا عن شهود عيان، بأن 4 صورايخ بواقع صاروخين من جهتي المبنى المستهدف سقطت مباشرة على حائط الدعم الخاص بالمرآب السفلي، حيث يرجح وجود المستهدفين في الاعتداء. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية عن ارتفاع عدد الضحايا إلى 14 قتيلا و66 جريحا.
وفي ردود الفعل الدولية على العملية، تحدث البيت الأبيض عن عدم تلقيه إخطارا مسبقا بالهجمات على الضاحية، مشيرا إلى جهود ديبلوماسية مكثفة لمنع تصاعد الصراع على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية.
وشدد في بيان «على أننا لا نريد التصعيد ولا نريد رؤية فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط، ولا نزال نؤمن بأن الحل الديبلوماسي أفضل طريق».
وأضاف: «لا نؤمن بأن الحرب في لبنان حتمية»، لكنه نصح «بقوة الأميركيين بعدم السفر إلى لبنان».
وفي المواقف اللبنانية، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: «الضربة الإسرائيلية تظهر أن إسرائيل لا تضع وزنا لأي اعتبارات إنسانية وقانونية وأخلاقية».
وفي المقابل، قالت إسرائيل على لسان أكثر من مسؤول فيها إنه لا خطوط حمر حاليا في المواجهة مع «حزب الله»، وانها توصلت إلى نتيجة مفادها أنها لن تكون قادرة على التوصل إلى حل ديبلوماسي للوضع على الحدود الشمالية من دون المرور بتصعيد عسكري. ولهذا السبب قامت بزيادة هجماتها ضد «حزب الله».
بدوره، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي: «نحن في خضم أيام دراماتيكية وهامة على الساحة الشمالية».
وأعلن الإسعاف الإسرائيلي رفع مستوى التأهب إلى الدرجة الرابعة في الدولة العربية.
يذكر ان إبراهيم عقيل، كما بينت المعلومات، هو مسؤول العمليات الخاصة في «حزب الله»، وكان عضوا رئيسيا في تنظيم الجهاد الإسلامي الذي تبنى تفجيرات السفارة الأميركية في بيروت في أبريل من العام.
وفي 21 يوليو 2015، صنفت وزارة الخزانة الأميركية عقيل على أنه «إرهابي» بموجب الأمر التنفيذي 13582 لقيامه بالعمل لصالح «حزب الله» أو نيابة عنه.
وفي 10 سبتمبر 2019، صنفته وزارة الخارجية الأميركية على أنه «إرهابي عالمي».
وفي أبريل من العام 2023، عرضت الولايات المتحدة مكافأة مالية قدرها 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تحديد مكان وجود عقيل واعتقاله.
وقد اعترف حزب الله بمقتل عقيل وقال انه فقد "قياديا كبيرا" في صفوفه.
وفي وقت لاحق قال الجيش الإسرائيلي في بيان "أغارت طائرات حربية بشكل دقيق في منطقة بيروت وبتوجيه استخباري لهيئة الاستخبارات العسكرية، وقضت على المدعو إبراهيم عقيل رئيس منظومة العمليات في حزب الله والقائد الفعلي لقوة الرضوان في حزب الله".
وأضاف في بيان آخر أنه مع عقيل تمت "تصفية نحو عشرة مسؤولين من قوة الرضوان التابعة لحزب الله".
وأفاد مسؤول إسرائيلي بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أرجأ موعد مغادرته الى الولايات المتحدة يوما واحدا إلى 25 سبتمبر، بسبب الوضع الأمني.
من جهتها اعتبرت إيران أن الهجوم " انتهاك صارخ لقواعد وأنظمة القانون الدولي وكذلك السيادة وسلامة أراضي لبنان وأمنه الوطني".
وفي السياق، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه "يعمل" على إتاحة عودة السكان إلى منازلهم في المناطق الحدودية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
وقال بايدن للصحافيين إنه يريد "التأكد من أن الناس في شمال إسرائيل وكذلك جنوب لبنان قادرون على العودة إلى منازلهم، والعودة بأمان"، مؤكدا أن "وزير الخارجية ووزير الدفاع وفريقنا بأكمله يعملون مع مجتمع الاستخبارات لمحاولة إنجاز ذلك".
وتابع "سنواصل العمل حتى ننجزه، لكن أمامنا طريقا طويلا لنقطعه".