تستمرّ وتيرة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله بالتزايد يوماً بعد يوم، وسط مخاوف لدى البعض من التطورات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، واحتمالية اندلاع حرب واسعة في المنطقة.

ومع وصول المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل اليوم الاثنين والتي على الأرجح سينتقل منها إلى لبنان، تطرح علامات استفهام كبيرة عن احتمالية توسيع الحرب.

في هذا السياق، قال المحلل السياسي نضال السبع إنّ "زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل هي مرتبطة بتصريح وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب قبل حوالي الأسبوع بأن لبنان جاهز لإجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل".

وأكد في حديث لموقع vdlnews أنّ "هذه الزيارة هي من أجل التوصّل إلى تسوية في جنوب لبنان"، مضيفًا: "أجزم أنّ بو حبيب لا يمكن أن يطلق هكذا تصريح كما أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أيضاً لا يقبل أن يطلق هكذا تصريح من دون التنسيق مع حزب الله".

وأشار السبع إلى أنّه "يبدو واضحاً أنّ هناك اتجاهاً لدى الحكومة اللبنانية من أجل إجراء مفاوضات وقطع الطريق على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنعه من القيام بعدوان على لبنان".

ولفت إلى أن "الصحافي الاسرائيلي رون بن يشاي أشار منذ حوالي الخمسة أيام إلى وجود مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان وأنّ زيارة هوكشتاين إلى تل أبيب تأتي في هذا السياق".
وشدّد السبع على أنّ "هناك حراكاً أميركياً من أجل تفعيل إطار المفاوضات والوصول إلى تسوية وعدم انجرار الجبهة الجنوبية إلى جبهة أوسع مثل تلك التي نراها الآن"، لافتاً إلى أنّه "وبطبيعة الحال استبق الاسرائيليون زيارة هوكشتاين بالإعلان عن أنّه لا إمكانية للاتجاه نحو ترسيم الحدود البرية ورفعوا السقف".
وأضاف السبع: "نحن أمام حكومة متطرفة داخل إسرائيل وهي تفضّل الحرب على الوصول إلى تسوية وعلينا أن نترقب ماذا سيحدث في هذه الزيارة وإن كانت ستنجح".
أما بالنسبة للمناشير التي ألقتها إسرائيل أمس في سماء الجنوب بمنطقة الوزاني، استبعد السبع "أن تكون هذه المناشير هي بطلب فردي من أحد القادة العسكريين لأنّ اسرائيل دولة قائمة على المؤسسات".

وإعتبر أنّ "الاسرائيلي لوّحَ لنا من خلال هذه المناشير أنه على استعداد للقيام بعملية عسكرية وكافة التصريحات الاسرائيلية على مدى هذا الأسبوع كانت تدفع بهذا الاتجاه".

وأردف: "الاسرائيلي يعلم أن الجبهة الشمالية مع لبنان تختلف تماماً عن جبهة قطاع غزة لأن حضور حزب الله في جنوب لبنان مختلف عن وجود حماس في غزة، وإذ قرّر الإسرائيلي دخول الأراضي اللبنانية سيدفع ثمناً كبيراً".

وعن الملف الرئاسي قال السبع: "لا يزال الوزير سليمان فرنجية حتى اللحظة متمسكاً بترشحه خاصة أن خريطة المجلس تغيّرت وهناك أربعة نواب قد استقالوا من "التيار الوطني الحر"، وهم على علاقة جيدة مع فرنجية".

وختم: "من المفترض أن يزور المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان لبنان خلال أسبوع وسيلتقي بعدد من الأطراف اللبنانية لحثّهم على الذهاب نحو انهاء الفراغ الرئاسي قبل الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل، وهناك أجواء إيجابية لدى الخماسية بالفكرة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه برّي للتشاور بهذا الموضوع".