تتحرك اللجنة الخماسية غدا لإعادة تحريك الملف الرئاسي بعد جمود دام أكثر من شهرين وبعد عودة السفير السعودي وليد البخاري من السعودية وبعد الاجتماع الثلاثي الذي حصل في الرياض بين كل من الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والوزير في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا وبحضور السفير السعودي وليد البخاري وسينقل البخاري تفاصيل هذا الاجتماع لسفراء الخماسية ليبنى على الشيء مقتضاه. كيف كانت أجواء هذا الاجتماع؟ وهل من خرق مرتقب لحل ملف رئاسة الجمهورية؟
كلمة مرتقبة للبخاري... والأجواء إيجابية
وفي حديث لـ vdlnews، أكد الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي أن "الملف الرئاسي ما زال في مكانه ولم يقترب من الحل وتشير المعلومات الى أن اللقاء في الرياض الذي جمع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والوزير في الديوان الملكي السعودي الدكتور نزار العلولا وبحضور السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري كان إيجابياً وحصل تقييم لكل المرحلة السابقة".
وأضاف: "هناك أفكار تم التوافق عليها خلال هذا اللقاء على أن تنقل إلى اجتماع مع اللجنة الخماسية غداً وبالتالي ثمة كلمة للسفير السعودي وليد البخاري في ذكرى العيد الوطني السعودي والذي سيقام في دارة السفير في اليرزة قد يتطرق خلالها إلى الموضوع الرئاسي ودور اللجنة الخماسية".
وتابع: "المعلومات حول لقاء المملكة كانت تأكيد السعودية على أنها لن تتخلى عن لبنان على الإطلاق ومن ثم أن مهام اللجنة الخماسية مستمرة وقائمة ودورها لم ينتهِ وهي مصرة وتحرص على انتخاب رئيس لما لذلك من أهمية في هذه المرحلة لمواجهة التحديات المقبلة وخصوصاً في ظل ما يجري اليوم من غزة إلى الجنوب".
العين متجهة نحو الشمال... والوضع بات خطيراً جداً
وكشف العريضي ان "هناك أجواءً ومؤشرات بأن الوضع في الجنوب بات خطيراً جداً بعد كلام وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن حرب متوقعة في الشمال وحضّر المسؤولين اللبنانيين عندما زار المملكة من مغبة ما يحصل وصولاً إلى ما قاله مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ناهيك عن تهديدات قادة العدو الإسرائيلي بشكل يومي أي أن العين متجهة نحو الشمال".
وأكمل: "الاجتياح البري لن يكون نزهة في ظل دور وحضور المقاومة لمواجهة أي عدوان قد يحصل إنما الوضع في غاية الدقة والخطورة".
فشل واجتياح
وأشار العريضي الى أن "المفاوضات التي تجري في الدوحة والقاهرة تتسم بالفشل وهناك مخاوف من اجتياح الضفة الغربية إلى الوضع الدقيق في الأردن ما يدل من خلال هذه العناوين والعوامل على أنه ثمة استحالة لانتخاب رئيس".
وقال: "هناك ترقب لجولة الموفد الأميركي آموس هوكشتين الى المنطقة لثني إسرائيل عن قيامها بأي مغامرة غير محسوبة النتائج والتي تشعل كل الساحات وهذه المسائل مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي".
واستطرد: "إذا نجح هوكشتين بالوصول إلى حل في الجنوب اللبناني وتهدئة الأمور عندها فقد يتم تمرير انتخاب الرئيس من خلال توافق دولي إقليمي وداخلي أي تسوية شاملة وهذا امر مطروح".
الرئاسة والنيابة والبلدية في مهب الريح
وشدد العريضي على أنه: "لا يمكن القول إن الاستحقاق الرئاسي اقترب وثمة من يشير الى انه في العام الحالي لن يكون هناك رئيس للجمهورية وذلك سينسحب على الانتخابات النيابية في العام 2026 ما يعني التمديد للمجلس النيابي وصولاً إلى البلديات".
وأضاف: "اللعبة مفتوحة على كل الاحتمالات وهذا المسار ستظهر معالمه خلال الأسبوعين المقبلين فإما ان يكون هناك إيجابية تؤشر إلى انتخاب رئيس واما لا والأرجح انه لا انتخاب في مثل هذه الظروف والأجواء".
الاختيار يتجه نحو هذا الاسم
ولفت العريضي الى أن "الثنائي الشيعي ما زال متمسكا بالوزير السابق سليمان فرنجية لجملة ظروف واعتبارات خصوصا بعد المشاغلة والمساندة ومواقف بعض الأطراف والقوى المسيحية المنددة بهذه المسألة ما يعني ان الثنائي متمسك بفرنجية ولكن الحل والربط قائمان".
وتابع: "إذا كان هناك تسوية على انتخاب فرنجية فذلك سيحصل وربما الخيار الثالث وقد بدأت تتوارد سلسلة أفكار ومعطيات ومعلومات بأن هذا الاختيار يتجه نحو مدير عام الامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري لدوره في الامن العام وضبط الحدود ومسألة النازحين وسوى ذلك وهو على مسافة بين كل الأطراف".
وأكمل: "ومن الذين طرحت أسماؤهم على لائحة بكركي النائبان فريد البستاني ونعمة إفرام لكونهما يتميزان بدورهما المالي والإصلاحي كما قائد الجيش جوزيف عون".
وقال: "المسألة تتخطى الترشحات والخيار الأول والثاني والثالث إلى التسوية، فإذا كان هناك من تسوية قد تأتي بأي من هؤلاء المرشحين وربما سواهم. لذلك، الأمور لم تحسم بعد وما زالت ما بين الاخذ والرد إلى حين ان تنضج معالم التسوية".
استحالة انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا الاستحقاق
وكشف العريضي أن "المعلومات التي وصلتني من الدول الخماسية تقول إنه من الصعب انتخاب رئيس في هذه الظروف قبل الاستحقاق الانتخابي الأميركي وبالتالي إن الرئيس العتيد الأميركي سيتسلم مقاليد السلطة في الربيع المقبل وسيرسم سياسة شرق أوسطية جديدة وتعيين وزير خارجية يلتزم بهذه السياسة".
وأستطرد: "لن ينتخب رئيس قبل الانتخابات الأميركية وقبل ان تهدأ الحرب في غزة وجنوب لبنان لأنه في مثل هذه الظروف ثمة استحالة لانتخاب رئيس للجمهورية".