بلومبرغ
ارتفعت الأسهم الآسيوية، اليوم الجمعة، بعد أن خففت بيانات الوظائف والإنفاق القوية في الولايات المتحدة من مخاوف الركود، مما أدى إلى ارتفاع الأسهم ودفع السندات إلى الانخفاض.
وصعدت مؤشرات الأسهم في اليابان بما يصل إلى 2.4%، في حين ارتفعت الأسهم في أستراليا جنباً إلى جنب مع الأسهم في كوريا الجنوبية. كذلك ارتفعت العقود الآجلة الأميركية بعد ارتفاع مؤشري "إس آند بي 500" و"ناسداك 100"، حيث فاقت بيانات مبيعات التجزئة التقديرات وسجلت طلبات إعانة البطالة أدنى مستوياتها منذ أوائل يوليو.
عكست مكاسب "وول ستريت" تراجع المخاوف من أن الاقتصاد الأميركي يتجه نحو الركود. تمكنت الأسهم العالمية من محو الخسائر التي شهدتها الأسبوع الماضي، إلى حد كبير، وسط إشارات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يدرس تخفيض أسعار الفائدة.
وقال بريت كينويل من "إي تورو" (eToro): "إن رقم مبيعات التجزئة الأقوى من المتوقع أن يُهدئ بعض المخاوف من احتمال انزلاق الولايات المتحدة إلى الركود". وأضاف: "يريد المستثمرون والمستهلكون أن ينخفض التضخم، ولكن ليس على حساب الاقتصاد".
واستقرت سندات الخزانة في آسيا بعد تراجع أمس الذي جاء على خلفية التوقعات ببدء التيسير من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل أقل قوة. يتضمن تسعير سوق عقود المقايضة الآن على ثلاثة تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس تم تسعيرها عبر اجتماعات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتبقية لعام 2024، مقابل أربعة توقعات في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
ضعف جديد للين
جاءت مكاسب الأسهم اليابانية وسط ضعف جديد للين. واستقرت العملة اليابانية اليوم الجمعة عند نحو 149 مقابل الدولار بعد تراجعها 1.3% مقابل الدولار في اليوم السابق إلى أضعف مستوى منذ أوائل أغسطس.
وعزز ضعف العملة الأسهم اليابانية، التي انتعشت بشكل أكبر، من الاضطرابات التي شهدتها الأسبوع الماضي، مدعومة ببيانات النمو الاقتصادي اليابانية المشجعة التي صدرت أمس. ويسير مؤشر "نيكاي 225" في أفضل أسبوع له منذ أبريل 2020.
وفي أماكن أخرى من آسيا، تعهد رئيس البنك المركزي الصيني باتخاذ المزيد من الخطوات لدعم الانتعاش الاقتصادي في البلاد، في حين حذر من أن بلاده لن تتخذ إجراءات "جذرية".
في هذه الأثناء، ارتفعت عوائد السندات السيادية الأسترالية اليوم، متتبعة جزئياً التحرك في سندات الخزانة، حيث قال محافظ البنك المركزي في البلاد إن بنك الاحتياطي الأسترالي لا يزال بعيداً عن تخفيف السياسة النقدية.
سيركز المستثمرون أيضاً على مجموعة "علي بابا"، والتي سجلت زيادة ضعيفة في إيراداتها بنسبة 4% بعد انكماش أعمالها التجارية الصينية، وشركة "جي دي دوت كوم" (JD.com)، التي تجاوزت تقديرات صافي الربح في النتائج التي صدرت في وقت متأخر من أمس.
الأسواق الأميركية
واصل مؤشر "إس آند بي 500" ارتفاعه لمدة ستة أيام إلى 6.6% أمس- وهو أفضل أداء في مثل هذه الفترة منذ نوفمبر 2022. وتفوق مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة في الأداء خلال اليوم، حيث ارتفع بنسبة 2.5%. وانخفض "مؤشر الخوف" في وول ستريت (VIX) إلى حوالي 15 نقطة. ويشير انتعاش الأسهم الأميركية من عمليات البيع المكثفة الأسبوع الماضي إلى أن الصناديق الكمية التي تتبع الاتجاه قد تعود مجدداً، مما يضيف المزيد من الدعم للأسهم.
قفز سعر سهم شركة "ولمارت" –وهي مقياس لنمو القطاع الاستهلاكي– بفضل توقعات قوية. وأعلنت شركة "أبلايد ماتريالز" (Applied Materials Inc)، أكبر شركة أميركية لتصنيع معدات تصنيع الرقائق، عن توقعات للمبيعات في أواخر ساعات العمل في الولايات المتحدة تتوافق مع التقديرات.
يحاول المسؤولون الأميركيون استخدام أسعار الفائدة الأعلى لتخفيف التضخم دون التسبب في انكماش الاقتصاد، وهو السيناريو المعروف باسم "الهبوط الناعم". وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبرتو مسلم، إن الوقت يقترب عندما يكون من المناسب خفض أسعار الفائدة. وقال نظيره في أتلانتا رافائيل بوستيتش لصحيفة "فايننشال تايمز" إنه "منفتح" على التخفيض في سبتمبر.
قال ديفيد راسل من "تريد ستيشن": "لقد أصبح الأمر حقيقة". وأضاف: "الهبوط السلس لم يعد أملاً. بل أصبح واقعاً، كما أن هذه الأرقام تشير أيضاً إلى أن التقلبات الأخيرة في السوق لم تكن متعلقة بالذعر بشأن النمو. بل كانت مجرد أمر موسمي صيفي عادي ضخمته التحركات في سوق العملات".
في سوق السلع، استقرت أسعار الذهب في وقت مبكر من اليوم عند حوالي 2456 دولاراً للأونصة، بينما انخفض النفط بعد مكاسب يوم الخميس.