ميريام بلعة - المركزية
تترقب سوق النفط العالمية الضربة الإيرانية المحتملة على إسرائيل رداً على اغتيال قائد "حماس" إسماعيل هنية على وقع التهديد الإسرائيلي بالردّ الاستباقي...
وسط الأجواء الأمنية المشحونة بسخونة التصعيد الموسَّع، تنحبس الأنفاس خوفاً من صعود ملحوظ لسعر برميل النفط العالمي بما ينعكس ارتفاعاً جنونياً في أسعار المشتقات النفطية عدا عن التوجّس من شحّها إذا ما تم قطع المواصلات ومسارات الشحن بفعل الحرب ونيرانها.
الخبير في شؤون الطاقة الدولية عبود زهر لا يرى أي تأثير لحرب إسرائيل على غزّة والجنوب على قطاع النفط العالمي، ويذكِّر عبر "المركزية" بأن إسرائيل تنتج كميات من الغاز وليس النفط، وإنتاج الغاز فيها يشكّل 0،001% من الإنتاج العالمي. من هنا قد يؤثّر اندلاع حرب واسعة في المنطقة، على قطاع الطاقة في إسرائيل كونها تولّد الكهرباء من الغاز، وعلى قطاع الطاقة في الأردن، وسيترك تأثيراً محدوداً على مصر التي أعدّت خطة احترازية تحوّطاً لحرب محتمَلة.
ويوضح أن "لا دورَ لإسرائيل إطلاقاً في تحديد الأسعار العالمية لبرميل النفط، وبالتالي لا خطر على النفط العالمي من جوانبه كافة، في حال اندلعت حرب موسّعة بين إسرائيل من جهة و"حماس" و"حزب الله" وإيران من جهة أخرى".
ويشير إلى أن "أسعار النفط حالياً تنخفض بنِسَب تفوق معدلات ارتفاعها، علماً أن التحضيرات قد بدأت لتأمين مخزون موسم الشتاء من النفط، وهو ثابت حتى الآن. لكن العامل الذي قد يدفع إلى زيادة حجم المخزون يكمن في اهتزاز البورصات العالمية أمس بما يؤشّر إلى أن الاقتصاد العالمي في منحى الركود. وعندما لا يحقق الاقتصاد أي نمو فهذا يدلّ على أن لا طلب على النفط، ويظهر ذلك في تراجع حركة السفر ونقل البضائع وتوليد الكهرباء، وعندما يتراجع معدل الطلب لن يرتفع سعر برميل النفط بطبيعة الحال".
مؤشرات سعر النفط
.."لا يوجد أي مؤشر حالياً لارتفاع أسعار النفط عالمياً" يؤكد زهر، مشيراً إلى أن "سعر البرميل العالمي ارتفع دولارَين اثنين عقب تهديد إيران بالردّ على إسرائيل، لكن سرعان ما عاد وانخفض بالمعدل ذاته".
ويُضيف: لدى منتجي النفط قدرة كبيرة على إنتاج 3 ملايين برميل يومياً، ما يساهم في لجم أي اتجاه تصاعدي لأسعار النفط، إذ عندما تتوفر الكمية المطلوبة يمكن حينها تلبية الطلب في حال ارتفع معدله بين اليوم والآخر. لكن عندما يصل الإنتاج إلى الحدود القصوى عندها يبدأ سعر النفط بالارتفاع. في حين هناك اليوم احتياطي من الإنتاج يكفي لتلبية السوق العالمية تلقائياً للجم أي تحرّك تصاعدي لسعر برميل النفط العالمي.
أما المؤشرات الجيو – سياسية والحروب، فيؤكد زهر أنها لن تؤثر على سعر برميل النفط، "إلا في حال تم استهداف السفن التي تنقل النفط من الخليج العربي إلى أوروبا وغيرها". ويلفت إلى أن "الخطر الحالي هو من الحوثيين أكثر منه من الإيرانيين. ونلاحظ أن الحوثيين في الفترة الأخيرة يستبعدون بواخر النفط عن استهدافاتهم!".
في الخلاصة، يبقى الميدان