لبنان لا يريد الحرب.. وإن صح التعبير لبنان غير قادر على تحمل تبعات الحرب وما يرافقها من انعكاسات على المستويين الاقتصادي والاجتماعي وكل ما يرافقهما.

انطلاقًا من معطى تاريخي، وهي الحرب الإسرائيلية على لبنان في الـ 2006، فلا يمكن التنبؤ بما قد تقوم به إسرائيل من استهدافات لبنى تحتية ومرافق حيوية، أولها مطار بيروت الدولي الذي يكاد أن يكون المرفق الوحيد الذي يمثل رئة الاقتصاد المحلي بعد انفجار المرفأ في الرابع من آب 2020، غير أن هذه المرّة العدو الإسرائيلي يبدي شراسة غير معهودة فلا يمكن القول إن هناك منطق بمنأى عن الاستهداف.

سيناريوهات تتكرر في أذهان اللبنانيين عن حرب تمّوز، إذ تراهم يتهافتون للتموين وتخزين الأدوية والطحين والمعلبات فضلًا عن تخزين مادتي المازوت والبنزين في المنازل نظرًا لتعذر السفن من تفريغ شحنات المحروقات بحال نشوب أي حرب جدية وواسعة.

اللبنانيون لا يزالون يعانون اضطرابات نفسية بفعل الحرب الأهلية وانفجار مرفأ بيروت، والفتنة المتنقلة بين مختلف المناطق التي من الممكن أن تُيقظ شبح الإقتتال الأهلي مجددًا في أي لحظة.. اللبنانيون يدركون تمامًا ما معنى الحرب وما معنى التضحيات في سبيل الوطن، على عكس دوافع الحرب التي يبدو أنها في طريقها إلينا، حيث يُقتل الشباب اللبناني والمدنيين في سبيل قضايا إقليمية بالدرجة الأولى... لبنان لا يريد حرب الآخرين على أرضه إنما يريد تطبيق القرارات الدولية لبسط سيادة الدولة على كامل أراضي البلد.