الانباء الكويتية
بكر كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الاوسط الأدميرال ادوارد اليغرين الموفد الذي وعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بإرساله، موعد حضوره إلى بيروت.
وبعدما كان مقررا ان يصل غدا الاربعاء للقاء القيادات اللبنانية السياسية والأمنية، وصل اليغرين قبل الموعد، وافتتح لقاءاته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس.
واعتبر مراقبون ان في خطوته ما يدلل على خطورة وحساسية الوضع، واحتمالات تدحرجه سلبيا بشكل سريع.
الا ان ما كشفه مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ«الأنباء» ان «الادميرال اليغرين هو ممن يشاركون بشكل أساسي في رسم السياسات وتقرير التوجهات الخارجية، وان المحادثات التي باشرها مع المسؤولين اللبنانيين تتمحور حول نقطتين اساسيتين:
الاولى: تتصل بالتطورات العسكرية والحربية في اعقاب التحول في طبيعة المواجهة، بعد مجزرة الاطفال في قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وسبل لجم التصعيد وضبط النفس، وعدم انفلات الامور إلى حرب واسعة تطال الإقليم برمته.
الثانية: البحث في مرحلة ما بعد الحرب، او ما يسمى بـ«اليوم التالي»، لجهة الإطار التنفيذي للقرار الدولي 1701، من الناحيتين الامنية ـ العسكرية، والسياسية المرتبطة بتثبيت الحدود البرية وفق ما نص عليه القرار في مقدمته والذي ركز على اتفاقية الهدنة عام 1949 والقرار الدولي 425، ورسم هذا الإطار لمستقبل المنطقة الحدودية، يبنى عليه في عملية الامن والاستقرار المستدامين».
واوضح المصدر ان «ما يريح في عملية استيعاب الموقف الحربي، هو ان الجانب اللبناني أبلغ إلى الدول الشقيقة والصديقة، انفتاحه على مناقشة أية مبادرة تنطوي على تنفيذ كامل للقرار 1701 من الجانبين وليس من جانب لبنان لوحده، وانه مهتم جدا بإنهاء كل اسباب التوتر من خلال الذهاب إلى وقف مستدام لإطلاق النار على قاعدة الانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لاتزال إسرائيل تحتلها خلافا لمنطق القرارات الدولية ذات الصلة».
وأشار المصدر إلى ان «اهمية زيارة الموفد البريطاني، انها تزامنت مع الاتصالات الكثيفة التي اجراها ولا يزال يجريها الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، والتي تمحورت أمس حول تأطير أي رد إسرائيلي والرد المضاد لحزب الله، في إطار عسكري ومحصور، وعدم الذهاب إلى حرب المدن كما يهدد قادة إسرائيل».
ولفت المصدر إلى ان «الجانب اللبناني اقترح على هوكشتاين وكل من دخل على خط اتصالات التهدئة، انه طالما الجولان السوري المحتل ومن ضمنه بلدة مجدل شمس التي وقعت فيها مجزرة الاطفال، خاضعة لوصاية قوات الامم المتحدة «اليوندوف»، والتي انشئت بموجب قرار مجلس الأمن رقم 350 الصادر عامر1974 لمتابعة اتفاقية فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية في الجولان، فليتم تكليف هذه القوات إجراء تحقيق مستقل في نوعية ومصدر الصاروخ، وان تستعين بخبراء ومختصين، لجلاء حقيقة من ارتكب المجزرة ويريد الاستثمار عليها في مزيد من التوتير والتصعيد وتوسيع الحرب. الا ان الجانب الإسرائيلي وبمجرد طرح هذه الاقتراح، سارع إلى مسح كل الادلة لاسيما بقايا الصاروخ، وبطبيعة الحال سيرفض اجراء اي تحقيق، لأن الاتهام جاهز دائما، وهو ماض في عملية صرف الانظار عن افشال محادثات وقف اطلاق النار في غزة، من خلال تركيز الانظار على الجبهة الشمالية مع لبنان».