متعاقد متورّط
متعاقد متورّط

ناقوس في أحد - تعليق على الاحداث مع رشيد درباس - Monday, July 8, 2024 10:49:00 AM

النقيب السابق للمحامين في طرابلس، الوزير السابق رشيد درباس

لا أذيع سراً إذا قلت إنّ كل حلقة جديدة من البرنامج تتكوّن فكرتها عندي من تداعيات تعليقاتكم على الحلقة السابقة لها، فقد أصبحت ملتزماً بصداقتكم وملتزماً بأداء واجبي الأسبوعي في صباح العطلة، كأنني عدت إلى المدرسة طالباً يعيش قلقاً من تناوب الآحاد ومن العلامات التي سوف أحرزها. ولهذا، فأنا متعاقد معكم، بل متورط ما سنح الوقت وسلاسة القلم واللسان.  

ما أن أذيع "ناقوس" الأحد الماضي حتى هاتفتني الصديقة المحترمة الرئيسة ميسم نويري، المدير العام الأسبق لوزارة العدل لتعاتبني على النفس المتشائم، قائلة بدماثتها المعهودة: عوّدتنا أن تترك لنا بارقة تفاؤل. الدكتور إميل يعقوب يكلّمني فور قولتي "إلى اللقاء" ليعلق على الحلقة بزمان هو ضعف زمانها، لتبيان خصائص فيها، ربما لم تكن مقصودة مني، ولكنه الناقد الذي يقرأ ويستنبط ويعلّق وينتقد، ولا أنسى على الإطلاق الصديقتين الكريمتين السيدة محاسن والسيدة ديتا اللتين لا تتخلفان يوماً عن تأكيد مودتيهما. صديقاي طبيبا العين والأذن، يترصدانني دائماً ويذكرانني بالآية الكريمة (فبأي آلاء ربكما تكذبان). الأخ العميد رشيد صارحني بأنه لم يصله معنى الرسالة التي أردت توجيهها. كثر آخرون، منهم صديق العمر البريء نبيل ذوق، ينوّهون ويبدون ملاحظاتهم وكذلك سعادة عميد كلية الآداب سابقاً البرفسور محمد أبو علي، الذي يوجز بأقل الكلمات أعمق الدلالات، أما عميد النادي الرياضي هشام جارودي، فيخجلني بفيض محبته، المثقّف الكبير أسعد مخول يكتفي بتعبير "سلام" إذا راق له الكلام.

تعليقاً على ما سبق أجيب باختصار بأن مزاج الكتابة يتأثر باللحظة النفسية التي تبدأ فيها السطور بالتراكب فوق بياض الصفحة، فلا أنكر أنه من الصعب عليّ أن أشيح عن جريمة العصر التي ترتكب في غزة والجنوب، على مدار الأيام والشهور والثواني، لأغتصب لكم من عمق الألم ابتسامة أو طرفة أو فكرة خدّاعة، فأردت أن أشير إلى خطورة ان تصبح الجهالة محل تقديس كما قال برتراند راسل، ونتحوّل نحن إلى ضحايا الجهالات المتصارعة والمقدّسة طبعاً.

انا أستمع إلى البرنامج صباحاً مع زوجتي العزيزة بعد إنصاتنا إلى "نقطة على الحرف" الحلقة كذا وكذا بعد الألف للشاعر هنري زغيب الذي يتكرّم عليّ بالاتصال او الكتابة، لكنني في تلك المرّة سبقته مستفسراً عن الشاعر شارل قرم الذي خصّص له نقاطاً غزيرة على حروفه الغنيّة، فحدثني عن ديوانه باللغة الفرنسة : La montagne inspirée أي الجبل الملهم وقرأ لي بيتاً يصف شجرة الأرز: Son tronc est de 16 mètres  Cet arbre a 3000 ans ثم فأجاني بترجمة سعيد عقل لهذا البيت بكلمات تجعلك تظن أن الأرز يستطيب وصفه بالعربية رغم صداقته العريقة للامارتين. قال سعيد عقل: "جذعها ضمّة عشر من جميلات القدود عمرها بعض الخلود". فعل التعريب فعله السحري إذ جعل الأمتار الستة عشر ضمّة عشر من جميلات القدود، واحتسب آلالف السنين بعض الخلود....  يا لروعة...هذه الآلة الحاسبة.

أحبائي أختم بما يختم به المحامون لوائحهم، فأقول: لما تقدم وما سأدلي به لاحقاً ولٍما ترونه عفواً أكشف لكم سر "ناقوس في احد".. إنه رنّة فصدى  فرنّة فصدى إلى أن يجفّ الرنين ويختنق الصدى.

ملاحظة: سُجّلت هذه الحلقة بعيداً عن رقابة شوقي ساسين الذي لا يحبّ زحمة الأسماء في كتاباتي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني