"جدل في الحياة وغموض في الموت"...هل قتلت لونا الشبل؟
"جدل في الحياة وغموض في الموت"...هل قتلت لونا الشبل؟

خاص - Saturday, July 6, 2024 11:46:00 AM

 

تعرضت لونا الشبل، المستشارة الإعلامية الخاصة للرئيس السوري بشار الأسد، لحادث سير يوم الثلاثاء، استدعى نقلها إلى المستشفى على الفور، وفقًا لوكالة الأنباء السورية "سانا" التابعة للسلطات.

وقع الحادث في فترة ما بعد الظهر على أحد الطرق المؤدية إلى مدينة دمشق. وأدى إلى إصابة الشبل بنزيف في الرأس، مما تطلب إدخالها إلى العناية المركزة لتلقي العلاج اللازم من قبل فريق طبي متخصص. وتفاصيل الحادث جاءت على لسان الوكالة التي أوضحت أن السيارة التي كانت تقلها انحرفت عن مسارها، مما أسفر عن تعرضها لعدة صدمات وإصابتها بجروح بليغة.


وأشارت الوكالة أن الحادث نجم عن انحراف السيارة بشكل غير متوقع، مما أدى إلى خروجها عن مسارها المعتاد واصطدامها بعدة عوائق على الطريق. وقد أدى هذا الحادث إلى إصابة الشبل بجروح خطيرة في الرأس، استدعت التدخل الطبي العاجل وإدخالها إلى وحدة العناية المركزة.

رغم التقارير الرسمية، انتشرت شائعات إلى وجود غموض حول ظروف الحادث. وذكرت بعض المصادر أن السيارة التي اصطدمت بسيارة المستشارة كانت مجهزة بدعامة حديدية في المقدمة، مما تسبب في إصابة الشبل بنزيف دماغي حاد. هذه التقارير أثارت تساؤلات حول إمكانية وجود دوافع أخرى خلف الحادث.


تزامنًا مع حادثة الشبل، أُفيد بأن شقيقها، ملهم الشبل، قد تم توقيفه في دمشق قبل أسبوع. ويُذكر أن لونا الشبل وزوجها عمار ساعاتي، العضو السابق في القيادة المركزية لحزب البعث، مدرجان على قوائم العقوبات الأمريكية والبريطانية. هذا الأمر يزيد من تعقيد المشهد ويثير تكهنات حول العلاقة بين الحادث وتطورات أخرى في الساحة السياسية السورية.

اغتيالات ممنهجة: استراتيجية تصفية "الصناديق السوداء" في سلطة الأسد

يلاحظ المراقبون للوضع السوري منذ سنوات بتكرار عمليات الاغتيالات الغامضة. تبدأ التصفية عادة بتوجيه اتهامات مبطنة أو بتدبير سيناريوهات "انتحار" غامضة مثل إطلاق النار على الذات مرتين، أو حوادث سير مفتعلة على الطرق الدولية. يتم بعد ذلك الإعلان عن مقتل الشخصية المستهدفة. أصبح هذا التكتيك الاستخباراتي بحسب المراقبين، الذي يهدف إلى القضاء على أي تهديد محتمل للنظام، جزءًا من الأساليب المعروفة المستخدمة لتصفية الحسابات.

 

كيف يؤثر مقتل لونا الشبل على السلطة في سوريا والتوازنات الإقليمية؟

يعتقد مراقبون بأن سلطة الأسد لن تتأثر كثيرًا بمقتل لونا الشبل لعدة أسباب. يعود ذلك إلى أن المنصب الذي كانت تشغله ليس منصبًا تنفيذيًا، بالرغم من ارتباطها بالعديد من الضباط داخل القصر الجمهوري. الدولة في سوريا تُدار وفق نظرية العصابة، وليس نظرية الدولة، مما يعني أن ضرب أجزاء من تلك العصابة لن يغير من سلوكها في العمل كنظام ذئاب منفردة، والتي تحقق أهدافها من خلال دوائر أمنية مغلقة. تلك الدوائر لا تعرف من يحيط بها، لذا فإن الدول المحكومة بنظريات العصابات لا تتأثر كثيرًا بفقدان القادة.
وفي الوقت الذي تتغير فيه السياسات الداخلية والخارجية للدول الديمقراطية عند فقدان قادتها، تبقى الدول الديكتاتورية كما هي، لأن مكونات النظام فيها تخدم المشروع من خلال أجهزة تنفيذية وليس تشريعية. بذلك، لن تتأثر سلطة الأسد كثيرًا وستتعافى بسرعة، مع الإشارة إلى أن الصراع داخل مؤسسات الأسد هو صراع محاور بين الإيرانيين والروس، وهذه المحاور عبارة عن عصابات ومافيات، مثل الفرقة الرابعة وفاغنر والحرس الثوري وفيلق القدس، التي تحقق أهدافًا استراتيجية خارج مسؤولية الدولة للتنصل من الجرائم عند المساءلة.

ويتوقع المحللون أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الاغتيالات داخل صفوف الأسد تحت ذريعة الانتماء للمحاور المختلفة، مما سيضعف الدولة المركزية لصالح المحور الذي تقوده طهران. هذا الأمر سيؤثر على التموضع الروسي وسيتسبب في ردود أفعال روسية من داخل سلطة الأسد، مما يزيد من التنافس بين المحورين ويؤدي إلى فقدان عناصر أساسية في ما يُعرف اليوم بمحور شر سلطة الأسد.

يُذكر لونا التي قُتلت كانت إعلامية تنحدر من مدينة السويداء، وبرزت بعد تخرجها من جامعة دمشق في عام 2003. تسلمت رئاسة المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية في منتصف 2010، وزاد نفوذها خلال سنوات الحرب بفضل قربها من الأسد والدعم الروسي الخاص الذي حصلت عليه بعد التدخل العسكري في سوريا، مما وسع صلاحياتها داخل القصر الرئاسي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني