محمد علوش-الديار
تأتي ذكرى عاشوراء هذا العام على وقع استمرار الحرب في الجنوب، وهو ما يُعطي زخماً اكبر للمناسبة بسبب علاقتها الوثيقة بمبدأ الجهاد والاستشهاد، لذلك كان هناك تشديد من قبل الثنائي حزب الله وحركة أمل على أن تكون المناسبة هذا العام كثيفة الحضور والمشاركة لتكون بمثابة رسالة الى العدو من جهة، وتأكيد على دعم المقاومة في حربها مع اسرائيل.
منذ أيام عُقدت اللقاءات الأساسية بين قيادة حزب الله وقيادة حركة أمل لوضع اللمسات الأخيرة على الإحياء المشترك لذكرى عاشوراء، خاصة في البلدات الجنوبية والبقاعية، فالتنظيمان يعملان وفق اتفاق حصل منذ 15 عاماً، منبثقاً من الاتفاق المشترك حول الانتخابات البلدية، فتنظيم المجالس العاشورائية يكون مشتركاً والأفضلية للتنظيم الذي يسيطر على البلدية، حيث تُقسم الأيام العشرة بين التنظيمين، ويكون هناك مجالس مركزية لكل تنظيم على حدة في المدن الكبرى، كصور والنبطية وبيروت، حيث هناك مجلسان مركزيان في الضاحية الجنوبية، في منطقة معوض لحركة أمل، وفي منطقة الجاموس لحزب الله.
كما في كل عام كانت شعارات الحزبين لعاشوراء مرتبطة بالواقع المعاش، وهذه المرة لا صوت يعلو فوق صوت الحرب، لذلك اعتمدت قيادة الحركة شعار "حسينيون ونبقى"، انطلاقاً بحسب مصادر "حركة أمل" من العمل المقاوم في الجنوب، وتقديم الدماء في سبيل وحدة لبنان وسلامة شعبه، إسوة بما قدمه الإمام الحسين في سبيل الدين، مشيرة الى أن وصايا الشهداء الذين ارتقوا للحركة في الحرب ضد اسرائيل عبّرت عن تمسك المقاومين بعاشوراء ودروسها وعبرها.
أما في حزب الله فكان الشعار "أولسنا على حقّ"، وهو أيضاً مرتبط بما يجري في الجنوب، ويعود الى ما قاله إبن الإمام الحسين في كربلاء "أولسنا ع حق؟ إذًا لا نُبالي، أوقعنا على الموتِ أم وقع الموتُ علينَا".
بحسب مصادر الثنائي فإن وجود الحرب قد يؤثر على بعض الإجراءات والإحياءات، خاصة في المناطق الجنوبية، ولكنه لن يُثني احداً عن إحياء الذكرى، وبعزم أكبر، وتُشير المصادر إلى أن الثنائي أحيا الذكرى في ظروف أصعب يوم كان الارهاب متبرصاً بلبنان وأهله، مشددة على أن الإجراءات الأمنية ستكون مشددة في محيط المجالس، وفي الضاحية الجنوبية ستكون ظاهرة منذ ساعات العصر حتى منتصف الليل تقريباً.
ومن الإجراءات على سبيل المثال، منع مرور الآليات كبيرة الحجم (بيك أب، شاحنة، صهريج)، اعتباراً من تاريخ 7-7-2024 ولغاية 17-7-2024، يوميّا،ً من السّاعة 17:00 ولحين انتهاء المجالس العاشورائيّة، عبر كافّة المداخل المؤدّية إلى الضّاحية الجنوبيّة، كما حظر إطلاق طائرات التّدريب والمسيّرات، على اختلاف أنواعها في سماء الضّاحية، خلال الفترة المذكورة آنفاً".
وتكشف المصادر أن حركة أمل اتخذت قراراً أولياً هذا العام بإلغاء المسيرات العاشورائية المركزية، لأن مسيرات كهذه كانت تحتاج الى "نقل" المشاركين من قراهم الى مكان المسيرة، وبسبب ما يجري في الجنوب كان الخيار عدم تنظيم هذه المسيرات التي عادة ما كانت تحصل في الأيام الثلاثة الاخيرة من الذكرى، مع قرار بتكثيف المسيرات المحلية داخل القرى والبلدات، وعلى رأسها الجنوبية، أما حزب الله فقرر انتظار مجريات الحرب قبل اتخاذ قراره بهذا الشأن، مع معلومات عن ان القرار سيكون مماثلا لقرار حركة أمل.
كذلك في أجواء عاشوراء تنشط المواكب التي اتخذت شهرة واسعة خلال السنيتن الأخيرتين، وقد بدأت الاستعدادات في الضاحية الجنوبية من خلال تركيب المواكب وتجهيزها، وفي هذا الإطار وبحسب معلومات خاصة فإن بلدية الغبيري طلبت هذا العام من الراغبين بتركيب المواكب على الطرقات التقدم بطلب الى البلدية من أجل التنظيم والترتيب، لأن أعداد المواكب باتت كبيرة جداً واستمرارها بشكل عشوائي سيُعيق حركة المرور في الضاحية، لذلك وجب تنظيمها.
وبحسب المعلومات فإن حزب الله سيركز هذا العام بشكل أكبر على هذه المواكب وما تقدمه، فالأمر لم يعد محصوراً بعدد قليل من المواكب، وبالتالي يجب الدخول بقوة الى هذا الملف لضمان حسن سير العمل من جهة، وضمان سلامة ما تقدمه المواكب من طعام وشراب.