مواقف وتصريحات لافتة وبارزة وردت في خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس، من تأكيد الجهوزية والحصول وتطوير واستخدام اسلحة جديدة والاحتفاظ بأخرى للمقبل من الايام، كما توجيهه تحذيرًا للحكومة القبرصية، والذي حاز على اهتمام كبير في الساعات القليلة الماضية.

في هذا السياق، أشار منسق الحكومة السابق لدى اليونيفيل ورئيس المحكمة العسكرية السابق العميد منير شحادة في حديثٍ لvdlnews الى أن "هناك أربع نقاط مهمة في خطاب السيد حسن نصر الله الا وهي تصريحه باستلام سلاح جديد، والذي وفق تحليلي هو سلاح مضاد للطائرات حديث بمعنى أنه يوجه رسالة لاسرائيل أن السلاح الجديد هو في حال دخول طائراتها الاجواء اللبنانية فسوف تكون في مرمى نيران صواريخ مضادة للطائرات حديثة سوف تسقط الطائرات الحربية".

ولفت شحادة في حديث لموقعنا الى انه "بالنسبة للنقطة الثانية فهي عند قول السيد حسن نصر الله إنه سيتم استهداف البحر المتوسط بمعنى أن منصات النفط الموجودة في البحر المتوسط سوف تكون في مرمى النيران كما كل الموانئ الاسرائيلية على البحر المتوسط بمعنى آخر سينقطع عنهم التموين البحري"، مضيفًا: "النقطة الثالثة المهمة في خطاب الامين العام لحزب الله هي تطرقه الى العديد، وأنه لديه العديد الكافي، والعديد من الدول أعربت عن استعدادها للمشاركة في الحرب لأنه في حال فتحت حرب على لبنان سوف تقوم المقاومة باختراق الحدود والدخول الى الجليل الاعلى".

وتابع: "النقطة الاخيرة هي التهديد لقبرص، وصحيح أن التهديد كان موجهًا لقبرص، الا أنني أرى أنه ليس تهديدًا لقبرص أكثر مما هو رسالة تحذيرية لاسرائيل مفادها التنبه الى أنه في حال أقدم الاسرائيليون على عمل عسكري تجاه لبنان والبدء بالقصف الجوي، هذه الطائرات التي سوف تحلق في سماء لبنان لن تستطيع أن تعود أدراجها الى مطارات اسرائيل لأن كل قواعد اسرائيل سوف تكون مدمرة وبالتالي سيتم اللجوء الى الاراضي القبرصية، من هنا أتى التحذير لقبرص".

وبالنسبة للفيديو الذي نشرته المقاومة تحت عنوان "ما رجع به الهدهد"، اعتبر شحادة في حديثٍ لموقعنا أن "هذا الفيديو هو خرق أمني خطير بالنسبة لاسرائيل، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال مراقبة الاعلام الاسرائيلي والخبراء الاسرائيليون الذين أقروا جمعيًا أنه خرق خطير لاسرائيل يحدث للمرة الاولى وخاصة أن حيفا هي مدينة مهمة جدًا من الناحية الاستراتيجية كونها تحتوي على مراكز استراتيجية خطيرة، بالاضافة الى كيف استطاعت هذه الطائرة خرق الامن الاسرائيلي من رادارات وقبة حديدية ومقلاع داوود والسهم والتحليق فوق اجواء حيفا، فضًلا عن أن ما نشر هو الحلقة الأولى فيما أن السيد حسن نصر الله قال إن هناك عدة حلقات وبالتالي عدة مدن تم اطلاق هذا الهدهد فوقها والحصول على معلومات مهمة جدًا عن المراكز الاستراتيجية فيها".

واعتبر أن "المفلت في هذا الشريط هي التفاصيل التي وضعت عن المراكز والتي ليس "الهدهد" من حصل عليها، ذلك لأن الاخير يصور فقط ولكن لا يحدد ما يحتويه المركز وما هو اختصاصه، فعندما يضع هذا الشريط هذه التفاصيل فهذا يعني أن هناك مصدر معلومات لدى المقاومة غير "الهدهد" زودها بهذه المعلومات، وهنا الامر الخطير جدًا بالنسبة الى هذا الشريط الفيديو".

وأكد شحادة أن "هذا الشريط الفيديو هو رسالة ردعية لاسرائيل مفادها أنه في حال اقدمت على عملية باتجاه جنوب لبنان فيوجد لدى المقاومة بنك أهداف سوف يتم استهدافه في الساعات الاولى من هذه الحرب وسوف يؤدي الى دمار كبير، وخاصة كان التركيز على الحي المدني الذي يستوعب 260 الف نسمة والمجمع التجاري"، موضحًا: "عندما قال السيد حسن نصر الله في المرة الماضية أنه في حال فتحت حربًا على لبنان لن يعود هناك سقوف، هذا ما كان يقصده أي أنه سوف يتم استهداف المدنيين، لأنه حتى الآن المقاومة لم تستهدف مدنيين".

وتابع: "هذا المجمع السكني سوف يكون مشكلة كبيرة على اسرائيل، ذلك أن هناك في الجبهة الشمالية 100 الف مستوطن تهجروا، فماذا سيفعل بمن هم موجودون في حيفا اي بـ260 الف؟".

وأكد أن "الاخطر من هذا كله هي خزانات الامونيا وخزنات المواد المشتعلة في المرفأ، أي أننا سوف نكون أمام مشهد في حيفا يشبه انفجار مرفأ بيروت في 4 آب في حال أقدمت اسرائيل على هذا العمل، وبالتالي هذه خطورة شريط الفيديو".

أما بالنسبة الى زيارة المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين، قال شحادة إن " قبل زيارته لبنان، هوكشتاين ذهب الى تل أبيب وكان يحمل رسالة من اسرائيل تهديدية مفادها أنه في حال لم تفلح الطرق الدبلوماسية، فإسرائيل جاهزة للحرب وهذه الرسالة الاخيرة"، مشيرًا الى أنه "في تصريح هوكشتاين بعد لقائه الرئيس نبيه بري، ثمة عدة نقاط مهمة ولافتة، أولًا اعتراف اميركا بوجود ترابط بالجبهتين ما بين غزة ولبنان وهذا أمر جيد، كما طلبه أن تضغط المقاومة على حماس للموافقة على مقترح بايدن أي أنه أتى ليقوم "بواسطة" مع المقاومة في لبنان للضغط على حماس، الى جانب وجود شيء من الابتزاز في خطابه بأن الوضع الاقتصادي مأزوم وبالتالي ليس من مصلحتنا أن يكون هناك حرب".

ورأى أن "الاخطر من كل هذا هو استعماله عبارة الخط الازرق فهو لم يستعمل عبارة الحدود بل قال إن هناك حرب على الخط الازرق، وهذا استكمال لما حدث منذ شهر في اميركا امام الجالية اللبنانية عندما قال لهم إنه يجب اعتبار الخط الازرق هو خط حدود"، مشددًا على انه "اذا فعلا كانت اميركا تعمل على هذا الخط فهذا الامر سوف يشكل أزمة كبيرة في المفاوضات القادمة، في حال توقفت الحرب لأنه من المستحيل أن يقبل لبنان باعتبار الخط الازرق هو الحدود الدولية".

وبالنسبة لنتيجة زيارة هوكشتاين، رأى شحادة أن "هذه الزيارة كانت نتيجتها فاشلة وهي لم تأتي بأي شيء جديد، الا أن الرسالة التي وصلت الى لبنان كانت بواسطة مبعوث أميركي بينما الجواب وجه الى اسرائيل مباشرة بواسطة شريط "الهدهد" وخطاب السيد حسن نصر الله أمس".