يُعتبر عيد الأضحى واحدًا من أهم الأعياد في الإسلام، ويحتفل به المسلمون في العاشر من شهر ذي الحجة حسب التقويم الهجري حيث يمثل هذا العيد ذروة الشعائر الدينية ويعكس معاني الإيمان والتضحية والطاعة لله، تُذبح الأضاحي، والتي غالباً ما تكون من الأنعام مثل الأغنام والأبقار، تذكيراً بالتضحية الكبرى التي قام بها النبي إبراهيم.
اقترب العيد في ظل أزمة خانقة يعيشها المواطن اللبناني حيث يواجه أشرس التحديات، فتكلفة معيشة أسرة مكونة من أربعة أشخاص تصل إلى ما يقارب الـ 52 مليون ليرة لبنانية شهرياً، أي ما يعادل تقريباً 584 دولاراً أميركياً، إذ تتجلى الأزمة بوضوح في الفجوة الكبيرة بين الأجور وتكاليف المعيشة، حيث يجد الكثيرون صعوبة في تلبية الاحتياجات الأولية.
في هذا السياق، تشهد أسواق المواشي في طرابلس تراجعاً كبيراً في حركة شراء أضاحي العيد، حيث تسود حالة من الركود غير المسبوق نتيجة كثرة الرؤوس المعروضة وقلة الطلب على شرائها. يعزى هذا الوضع إلى عدة عوامل، أبرزها غلاء الأسعار الذي أصبح يشكل عبئاً كبيراً على الأهالي.
وقد أعرب سكان المنطقة عن استيائهم من الارتفاع الحاد في أسعار كباش العيد، حيث تجاوزت أسعارها حوالي 550 دولاراً أميركياً. في حين بلغ سعر الخروف الصغير الذكر، بوزن 20 كيلوغراماً حوالي 200 دولار أميركي. أما الإناث من الخراف، فتُباع بسعر 170 دولاراً أميركياً. يُذكر أن هذه الأسعار شهدت ارتفاعاً بنسبة 50 في المائة مقارنةً بالعام الماضي..
هذا الارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي جعل من الصعب على الكثير من الأسر تأمين كبش العيد، مما انعكس سلباً على حركة السوق وأدى إلى تراجع ملحوظ في المبيعات. ويرى بعض التجار أن السبب يعود أيضاً إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، حيث يعانون من تضخم كبير وانخفاض قيمة العملة المحلية.
إلى جانب ذلك، تشير معلومات إلى أن زيادة تكاليف تربية المواشي وتوفير الأعلاف والرعاية البيطرية قد ساهمت في ارتفاع الأسعار. وفي ظل هذه الظروف، يجد الأهالي أنفسهم مضطرين إلى البحث عن بدائل أقل تكلفة للاحتفال بعيد الأضحى، ما يعكس تأثير الأوضاع الاقتصادية على تقاليدهم وعاداتهم.
ختاما يتجلى أمامنا تحدي كبير يواجهه اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة في لبنان ، وهو ارتفاع أسعار أضاحي العيد الذي أثر بشكل كبير على قدرة الأهالي على الاحتفال بالمناسبة بالطريقة التي يرغبون بها. تعبر الشكاوى والمشاعر الصادقة التي أبداها المسلمون عن الحاجة الملحة لتدخل فعّال يخفف من هذه الأعباء الاقتصادية.
نحن بحاجة إلى جهود مشتركة تجمع الحكومة المحلية، التجار، والمجتمع المدني لتوفير حلول عاجلة وفعّالة. هذا التحدي يلزمنا بالوقوف متحدين وإيجاد سبل لتخفيف الأعباء عن كاهل الأسر، وضمان أن يكون الأضحية عبارة عن فرصة للفرحة والمشاركة وليس عبءاً مالياً إضافياً.
لذا، نأمل أن تتحقق الجهود المشتركة في تحقيق هذا الهدف، وأن يعود عيد الأضحى فرصة حقيقية لتقديم العطاء والتضامن، وليكن ذلك بما ينسجم مع قيمنا الدينية والإنسانية، وبأسعار متاحة للجميع.