كثرت التحذيرات في الاشهر القليلة الماضية من شهر حزيران الذي قيل إنه سوف يكون ساخنًا من حيث التطورات الميدانية لاسيما مع ما قد تحمله هذه التطورات من انعكاسات على الصعيد الأمني في لبنان. وقد سجلت تهديدات عديدة في الايام القليلة الماضية من قبل مسؤولين اسرائييليين رفعت مستوى التوتر والترقب في الداخل اللبناني لما يمكن ان يحمله الميدان من تطورات مقلقة لاسيما تخوفا من ضربة كبيرة في الداخل اللبناني. غير أن الملفت كان أمس ما نقله موقع أكسيوس عن مسؤولين ومفاده أن إدارة بايدن حذرت إسرائيل من أن غزوا برّيا للبنان حتى وإن كان محدودا قد يدفع ايران للتدخل، ما بدوره يدفع الى طرح اسئلة عديدة تتعلق بما قد تكون عليه المنطقة برمّتها وسط تصاعد التهديدات.
في هذا السياق، أشارت الاستاذة في العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ليلى نقولا الى أن "الاسرائيلي ما زال مستمرًا بتهديد لبنان منذ بداية الحرب ولغاية اليوم"، مضيفةً في حديث لـvdlnews: "طبعًا الاسرائيلي لو كان يستطيع أن يذهب الى حرب كبرى مع لبنان فهو لن يتوانى عن ذلك، لكن الاولوية اليوم بالنسبة للجيش الاسرائيلي هي القضاء على حماس والانتهاء من معركة غزة، وبالتالي، ليس بقدرة الاسرائيلي وليس من مصلحته ايضًا ان يحوّل الجهد او ان يوقف الحرب في غزة لكي يشن حربًا على لبنان، لذلك سيبقى الموضوع في المرحلة الراهنة في اطار التهديد ولن يقوم الاسرائيلي بأي حرب كبرى على لبنان".
وعما ورد في موقع اكسيوس عن امكانية تدخل ايران في حال حصل غزو بري ولو كان محدودا للبنان، لفتت نقولا الى أنه " قيمة حزب الله واهميته ودوره في المحور تختلف عن حماس بالاضافة الى طبيعة الحرب حيث إنه في حال شنت اسرائيل حرب على لبنان تختلف طبيعتها عن داخل فلسطين المحتلة، لذلك قد يكون هناك تدخل اكبر من قبل حلفاء ايران في هذا الموضوع وقد يكون هناك اشتعال لجبهات متعددة قد تكون احداها جبهة الجولان"، معتبرةً أن "ايران ليست بحاجة الى ان تتدخل مباشرة بل قد تتدخل بالوكالة او عبر مد حلفائها بأنواع أخرى وجديدة من السلاح لكي تساعد حزب الله او لكي يكون هناك دعم لحزب الله بموضوع الحرب الاسرائيلية".
وفي ما يتعلق بالمقترح الذي قدمه الرئيس جو بايدن بشأن غزة، قالت نقولا في حديث لموقعنا إن "المبادرة التي قدمها الرئيس الاميركي جو بادين لا تلحظ وقفا شاملا ودائما لاطلاق النار وهذا ما لا تقبله حماس بالاضافة الى أنها لا تتحدث بصورة واضحة عن خروج الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة بل تتحدث عن المناطق المأهولة فقط، وهذا ايضا لن تقبله حماس".
وتابعت: "هناك بعض الشروط التي تريدها حماس الا وهي الوقف الدائم لاطلاق النار والانسحاب الاسرائيلي التام من قطاع غزة بالاضافة الى ان العرب والجميع يشترطون أن يكون هناك مسار دولة فلسطينية".
وأضافت نقولا: "يبدو أن الاميركيين يأخذون هذه الطلبات بعين الاعتبار لأن القرار الذي قدمه الاميركيون في مجلس الامن في البداية كان يعكس بشكل اساسي مبادرة بايدن، ولكن، تم تعديله لكي يضع وقفًا دائمًا لاطلاق النار ويتحدث عن اقامة دولة فلسطينية وعن عدم قبول أي تغيير ديموغرافي أو جغرافي لقطاع غزة أي أنه يرفض ما يريد أن يقوم به الاسرائيليون من مناطق عازلة ضمن قطاع غزة".
وشددت على أن "الاسرائيلي اليوم يعلن انه لن يقبل بوقف دائم لاطلاق النار وأنه يريد ان يستمر بهذه الحرب حتى القضاء على حماس وحتى تحقيق اهداف الحرب".
وأكدت أن "الرؤيتين فيهما فرق كبير في المقاربة حيث إن اسرائيل تريد أن تتبادل بالرهائن أي ان تقوم بصفقة تبادل للرهائن على أن تعود وتحاول القضاء على حماس عبر العملية العسكرية والتي يقول الجيش الاسرائيلي إنها سوف تستمر طوال العام 2024 أما الفلسطينيون ولكي يقبلوا بهدنة يجب أن يكون فيها وقف لاطلاق النار وهم لن يقدموا على تسليم كل الرهائن من دون أن يحصلوا على وقف اطلاق النار والانسحاب الاسرائيلي من غزة".
وعما اذا كان اتفاق وقف اطلاق النار سينعكس على جبهة الجنوب اللبناني، أشارت نقولا في حديث لـvdlnews الى ان "حزب الله قال إن جبهة لبنان مرتبطة بالحرب في غزة وأن أي توقف للحرب في غزة سوف يؤدي الى توقف جبهة لبنان، ولكن يعود الامر هنا الى الموقف الاسرائيلي في ما اذا كان سيقبل بأن تتوقف الحرب في جنوب لبنان بمجرد أن تحصل الهدنة في غزة، وهناك عدة سيناريوهات اسرائيلية في هذا الاطار، منها أن تتوقف الحرب في الجنوب مع توقف الحرب في غزة الا أن الاسرائيلي يريد ضمانات في ما يتعلق بعودة المستوطنين الى الشمال".
وتابعت: "اعتقد انه بعد الهدنة في غزة سوف يكون هناك مبادرة اميركية لأخذ ضمانات من حزب الله ومن لبنان بألا يكون هناك استمرار للاعتداءات على الحدود وان يكون هناك ضمانات متبادلة بين الطرفين لكي يعود المهجرون على طرفي الحدود".
وأوضحت نقولا أن "الارجح أن يتم هذا الامر عبر الدبلوماسية على الرغم من كل التهديدات الاسرائيلية، ذلك أن الحرب على لبنان مكلفة جدًا عسكريًا على الطرفين كما سياسيًا ودبلوماسيًا وقد تؤدي الى حرب طويلة الامد والى حرب في المنطقة لن تنتهي بسنوات".
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا