إن إسرائيل دولة مختلفة جداً اليوم عما كانت عليه حينذاك، لكن أوجه التشابه لا يمكن إغفالها. الحرب في غزة هي الأعلى تكلفة في تاريخها، وقد أشارت تقديرات المصرف المركزي إلى أن إجمالي تكلفة الحرب ستبلغ 250 مليار شيكل (67.4 مليار دولار) حتى 2025، وقد شهد الربع الرابع من 2023 تراجعاً سنوياً بلغ 21.7% في إنتاج الاقتصاد.
كان الإنفاق الدفاعي قبل الحرب عند أدنى مستوياته على الإطلاق، إذ بلغ 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي. لكن التوقعات تشير إلى أنه سيرتفع إلى مثليه هذا العام ليبلغ 9%، وفقاً لمانويل ترايتنبرغ، الأستاذ المتقاعد بكلية الاقتصاد في جامعة تل أبيب.
بالمقارنة، تبلغ نسبة الإنفاق الدفاعي إلى الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة 3.4%، وفي ألمانيا 1.5%، وفقاً لبيانات جمعها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. قال ترايتنبرغ: "الاختبار الحاسم سيكون قدرة الحكومة على خفض نسبة الإنفاق الدفاعي إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى مستويات معقولة خلال بضع سنوات، وإلا فإننا قد ننزلق نحو عقد ضائع آخر".
قال بعض الباحثين إن إسرائيل التي كانت في 1974 معزولة وفقيرة وتهيمن الحكومة على اقتصادها، كانت أسوأ حالاً بكثير لدرجة أن المقارنة مضللة. خلال الـ15 عاماً السابقة، ارتفعت حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل متخطية نظيراتها في بريطانيا وفرنسا واليابان. ارتفع عدد الشركات متعددة الجنسيات التي تدير بعض عملياتها في البلاد إلى أكثر من 400 شركة، بعدما كان أقل من 150.
قال دايفيد برودت، المدير العام السابق لوزارة المالية، إن إسرائيل كان لديها مخزون كبير من احتياطيات العملة الأجنبية وديون حكومية منخفضة حين دخلت الحرب الحالية، وكانت نسبة الديون إلى الناتج المحلي الإجمالي نحو 62%، وتشير التوقعات الآن إلى ارتفاعها إلى 67%.