أ ف ب
اتفقت كوريا الجنوبية والصين واليابان، الاثنين، خلال قمتها الأولى منذ 5 سنوات، على أن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية والاستقرار فيها "يصبان في المصلحة المشتركة لبلادنا"، فيما أعلنت بيونج يانج نيتها إطلاق قمر اصطناعي تجسسي جديد.
وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك، إن السلام في شبه الجزيرة "يصب في مصلحتنا المشتركة"، وأعادت تأكيد التزامها بـ"نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وبذل الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية" لهذه القضية.
وأضاف رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا: "لقد أعدنا تأكيد أن نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية يصبان في المصلحة المشتركة لبلداننا".
وقُبيل افتتاح القمة أبلغت كوريا الشمالية خفر السواحل اليابانيين بأن نافذة إطلاق الصاروخ الذي سيضع القمر الاصطناعي في المدار، والتي تستمر 8 أيام، فُتحت ليل الأحد الاثنين، وحددت 3 مناطق خطر بحري قرب شبه الجزيرة الكورية وجزيرة لوزون الفلبينية حيث يمكن أن يسقط حطام من الصاروخ.
وأكدت بيونج يانج المعلومات الواردة من أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية، والتي تفيد بأنها تنوي وضع قمر اصطناعي لأهداف عسكرية في المدار مجدداً.
وفي نوفمبر الماضي، أطلقت بيونج يانج 3 أقمار اصطناعية، وضع فقط آخرها في المدار بنجاح، ما أثار إدانة دولية.
وقبل إجرائه محادثات مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج ونظيره الياباني فوميو كيشيدا، قال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في كلمته الافتتاحية، إن "أي عملية إطلاق باستخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية من شأنها أن تنتهك القرارات المتعددة لمجلس الأمن الدولي، وتقوّض السلام والاستقرار الإقليميين والعالميين".
ودعا تشيانج جميع الأطراف إلى "ممارسة ضبط النفس والحيلولة دون تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية".
تعزيز التعاون
وفي هذه القمة الثلاثية الأولى منذ 5 سنوات، اتفقت سول وطوكيو وبكين على تعزيز تعاونها الثلاثي من خلال تنظيم اجتماعات مماثلة بشكل منتظم.
وقال رئيس كوريا الجنوبية إنه "يجب تعزيز نظام التعاون الثلاثي" موضحاً: "قررنا عقد اجتماعات ثلاثية بشكل منتظم".
من جهته، حضّ لي تشيانج كلاً من كوريا الجنوبيّة واليابان على رفض "الحمائيّة" والانفصال الاقتصادي.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن "لي دعا إلى عدم تحويل القضايا الاقتصاديّة والتجاريّة إلى ألاعيب سياسيّة أو مسائل أمنيّة، وإلى رفض الحمائيّة والانفصال وقطع سلاسل التوريد".
كذلك، أعلن المسؤولون الثلاثة في بيانهم المشترك أنهم سيسعون للتوصل إلى اتفاق ثلاثي للتجارة الحرة، وسيعملون على "تسريع المفاوضات" للتوصل إلى هذا الاتفاق الذي سيكون "حراً وعادلاً وشاملاً ومفيداً للطرفين".
وقال يون إن الدول الثلاث "قررت إنشاء بيئة شفافة للتجارة والاستثمار، وإنشاء سلسلة توريد مضمونة".
وبعد مناقشاتهم، انضم السياسيون الثلاثة إلى قادة أعمال للمشاركة في قمة اقتصادية تهدف إلى تعزيز التجارة بين الدول الثلاث.
وكتبت صحيفة "هانكيوريه" الكورية الجنوبية الاثنين، قبل القمة: "هذا الاجتماع مهم لأنه قناة الاتصال المنتظمة الوحيدة التي يمكن لزعيمَي كوريا الجنوبية واليابان أن يجتمعا فيها مع الزعيم الصيني".
ويسعى يون سوك يول، رئيس كوريا الجنوبية منذ العام 2022، إلى تحسين علاقات بلاده مع اليابان، القوة الاستعمارية السابقة، في مواجهة التهديدات المتزايدة من بيونج يانج.