"أنثروبيك" (Anthropic) هي واحدة من الشركات الناشئة البارزة القليلة التي تصنع نماذج ذكاء اصطناعي أساسية. وقد تمكّنت من جمع 4 مليارات دولار من "أمازون" وملياري دولار من "غوغل"، كما تعتمد على عملاقتي التقنية من أجل الحصول على الرقاقات والبنية التحتية للخدمات السحابية.
تحدث المؤسس الشريك لـ"أنثروبيك" ورئيسها التنفيذي داريو أمودي في قمة بلومبرغ للتقنية في 9 مايو قائلاً إن تكلفة تدريبها لنموذج الذكاء الاصطناعي تبلغ 100 مليون دولار، ويتوقع أن تصل هذه التكلفة إلى 100 مليار دولار فيما تزداد هذه النماذج حجماً وتتطلب قدرات حاسوبية أكبر.
كما دافع عن الشراكات التي تدخلها شركته، قائلاً: "يستحيل أن تكون عدة أمور حصرية" لأن "أنثروبيك" ترتبط بعلاقات مع أكثر من عملاقة تقنية. واعتبر أن "هذه الاستقلالية وهذا الخيار يميّزان (أنثروبيك) عن بعض الشراكات الأخرى".
لم يتبين بعد ما إذا كانت الهيئات الناظمة ستقبل منظور "أنثروبيك" لتلك الشراكات. أعلنت لجنة التجارة الاتحادية هذا العام أنها تدقق يالشراكات بين مقدمي الخدمات السحابية وشركات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقالت رئيسة اللجنة لينا خان إنهم يأملون بأن "يسلطوا الضوء على إذا ما كانت الاستثمارات والشراكات التي تعمل عليها الشركات الكبرى تهدد الابتكار وتقوّض المنافسة العادلة".
لا تبدو كفة الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي غير المرتبطة بكبرى شركات التقنية راجحة، لكن يستمر وادي السيليكون بدعم ظهور هذه الشركات. فقد موّلت رؤوس الأموال الاستثمارية 1812 شركة ذكاء اصطناعي جديدة في العام الماضي، بزيادة بنسبة 40.6% مقارنة مع 2022.
لا شك أن الفشل سيكون مصير كثير من هذه الشركات، مثل شركة "ستابليتي إيه أي" (Stability AI) اللندنية التي تعثرت في سداد فواتيرها واستقال رئيسها التنفيذي في مارس.
أما شركات أخرى على شاكلة "إنفلكشن إيه أي" (Inflection AI) فستندمج ببساطة ضمن شركات ذكاء اصطناعي أكبر، إذ كانت الشركة تعمل على تصميم "برنامج دردشة لطيف وداعم" إلى حين استحوذت "مايكروسوفت" على جزء كبير منها في الربيع، مقابل جزء بسيط جداً من التمويل الذي جمعته.
فرص سانحة