لا يمر يوم واحد إلا وتشهد المنطقة خبراً مفاجئاً لا تستطيع أن تمر عليه مرور الكرام فمنذ يوم الإثنين طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار أوامر باعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وثلاثة من قادة حماس هم يحيى السنوار، ومحمد ضيف، وإسماعيل هنية بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة وجرائم ضد الإنسانية.

وفي سياق متصل، أعلنت كل من إسبانيا والنرويج وأيرلندا الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، في خطوة ستدخل حيز التنفيذ يوم 28 أيار الجاري، وسط ترحيب فلسطيني وغضب إسرائيلي كبير فاستدعت إسرائيل سفيريها في أيرلندا والنرويج بعد تحركهما للاعتراف بدولة فلسطينية. فلماذا هذا التبدل في الآراء؟ وهل ستنفذ مذكرة الاعتقال التي طالب بها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان؟

ضغط عربي على إسرائيل

وفي حديث لـ vdlnews كشف الصحافي والمحلل السياسي إبراهيم ريحان أن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل النرويج وايرلندا وإسبانيا جاء بعد جهود سياسية قادتها "السداسية العربية" التي تضم المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الإمارات ومصر والأردن وفلسطين".

وأضاف: "هذا يؤشر الى تصاعد الضغط العربي على اسرائيل بعد قمة البحرين"، مشيراً إلى أن "تأثير هذه الخطوة كبير جدا لزيادة الضغط على إسرائيل للذهاب نحو حل الدولتين".

صعب التنفيذ

وعن مذكرات الاعتقال بحق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وثلاثة مسؤولين من حماس: يحيى السنوار، ومحمد ضيف، وإسماعيل هنية اعتبر ريحان أن مذكرات الجنائية الدولية تشير الى أن الدعاية الإسرائيلية لم تعد صالحة غربياً. على الرغم من دعم أميركا اللامتناهي، لكن اليوم المزاج السياسي في الغرب لم يعد لصالح تل أبيب.

وتابع: "من الصعب تنفيذ هذه المذكرات بسبب الرفض الأميركي لهذه القرارات، كما أن واشنطن قد تذهب نحو فرض عقوبات على المحكمة".

هذا ما تريده السعودية

وأكد ريحان أن "السعودية قدمت رؤيتها للاتفاق مع أميركا وأبرز ما تريده المملكة هو الاتفاق الأمني المشترك والاتفاق على إنشاء برنامج نووي سعودي وتعزيز الشراكة الاقتصادية".

وقال: "كذلك ملف التطبيع مع اسرائيل مرهون بحل الدولتين كما أعلن مسؤولون سعوديون مراراً، وهذا يحتاج الى قيادة سياسية إسرائيلية على استعداد للمضي بهذا الحل".

وأكمل: "الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد أن تقوم دولة فلسطينية وهذا قد يُعقد الأمور إلا إذا وافقت تل ابيب على شروط الرياض".