شكّل مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين حدثاً هزّ العالم بأسره، نتيجة تحطم مروحيّة كانت تقلّهم، أثناء عودتها من منطقة خودافرين إلى تبريز، في منطقة وعرة قرب الحدود مع أذربيجان، في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران.
التقديرات تقول إن سبب الحادث هو ظروف جويّة سيّئة والضباب الكثيف ولكن الملابسات تبقى غامضة حول ما إذا كان الحادث عملية مدبرة او قضاء وقدر، وسط تكتم تام حول هذه العملية خصوصاً أنه كان يتردد ان رئيسي هو خليفة "قائد الثورة" ومن المهيئين لهذا المركز، وهذا ما يفتح الباب على الكثير من التحليلات. فهل كان لإسرائيل دور في مقتل الرئيس ورفاقه؟ وهل يعود الرئيس السابق حسن روحاني إلى سدة الرئاسة؟
ستتأخر ولكن لن تتأثر
في حديث لـ Vdlnews كشف الصحافي ورئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية خالد زين الدين أن "المفاوضات مستمرة لان الاتفاق الإيراني - الأميركي ليس على عهد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان او عهد الرئيس الحالي بل هذا الاتفاق كان قبل حوالي عقد من الزمن ومستمر".
وأضاف: "إيران مستمرة في تطوير مشروعها في تخصيب اليورانيوم واستفزاز الولايات المتحدة الأميركية لنزع منها المزيد من التنازلات وفك الحصار عن أموالها".
وتابع: "ستبقى الاحول كما هي ومن الممكن ان تتأخر المفاوضات وتتراجع لفتره معينة حتى تعيد إيران انتخاب رئيس وتجهيز فريق كامل متكامل وتكليف به ستتأخر ولكن لن تتأثر".
أما عن الاتفاق الإيراني السعودي قال زين الدين إن "إيران ماضية في سياستها كالمملكة العربية السعودية في إطار حسن الجوار وتصفير المشاكل للتفرغ لمشاريعها الاقتصادية والاستثمارية في المرحلة المقبلة لتكون دولة لها علاقات متميزة مع جميع الأطراف وعلى رأسها الدول الخليجية".
وأكمل: "المملكة العربية السعودية ستوسّع علاقتها مع إيران وتتعمق بها وذلك ما شهدناه من خلال السرعة في فتح السفارات والتعاون والزيارات والاتصالات فلن تتأثر هذه العلاقة ولكن يمكن أن تتأخر بأمور روتينية وظروف خاصة في الشؤون الإيرانية مثل انتخاب رئيس جديد للمرحلة المقبلة وتجهيز فريق جديد للمفاوضات وتعيين وزير جديد للخارجية".
البديل جاهز والمواقف ثابتة
ورأى زين الدين أن "عبد اللهيان شخصية مميزة وهو ملم في ملفات الشرق الأوسط وكان سفير إيران في البحرين وعمل في وزارة الخارجية المتعلقة في شؤون الخليج والشرق الأوسط والكثير من المناصب المهمة فهو لديه قدرات كبيرة ويتمتع بشخصية قوية فستتأثر الخارجية والديبلوماسية بفقدان شخصية متميزة مثل حسين أمير عبد اللهيان ولكن ايران دولة تجهز وتحضر وتخرج دائماً بالبدائل لأنها دولة تقوم على الاستمرارية".
وعن الدور الذي كان يخوضه عبد اللهيان في غزة وعن احتمالية صرف الحادثة لتركيز طهران عن غزة وتحول تركيزها الى الداخل إلى حين انتخاب رئيس وإعادة تشكيل الطقم الحاكم، أكد زين الدين أن "إيران مدرسة ونهج وقضية ومسائلها لا ترتبط بشخص أو بإدارة بل بالمدرسة والمشروع الدولي والإقليمي الطامحة من خلاله لحكم المنطقة أو المشاركة في القرارات الاستراتيجية".
هل كان لإسرائيل دور في مقتل الرئيس ورفاقه؟
وأشار زين الدين إلى ان "كل شيء وارد ومحتمل سيما أن إسرائيل تربطها علاقات وثيقة ومتينة مع أذربيجان التي كان رئيسي متواجدا فيها مع فريقه المرافق".
واستطرد: "من ممكن أن تكون الحادثة شبيهة بمرحلة الرئيس الباكستاني ذوالفقار علي بوتو الذي نقل باكستان لقوة نووية والإنتاج الصناعي وتحسن الاقتصاد والانفتاح على الدول الإقليمية واغتيل بحادثة طائرة عبر الجنرال محمد ضياء الحق".
واستطرد: "لكن، من الممكن أيضا أن يكون الامر حادثاً عرضياً لأن الطائرات الإيرانية تفتقد للتكنولوجيا بسبب الحصار والعقوبات".
عودة الرئيس السابق حسن روحاني؟
واعتبر زين الدين انه "كل شيء وارد ولكن المحافظين أثبتوا قدرة أكثر وقوة على إدارة البلاد وسياستها داخليا وخارجيا واستطاع الرئيس الراحل تثبيت نهج المحافظين في السياسة الدولية واعطى دفعا لحزبه من خلال التميز بإدارة الملفات وخاصة الخارجية وحسن الجوار والتخلي عن سياسة أسلافه التقليدية وخاصة في المفاوضات النووية".
هل يُسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية؟
وكشف زين الدين انه "من الممكن ان يسمح المجتمع الدولي لإيران بامتلاك قنبلة نووية مثلما حصل في باكستان على اعتبار ان الباكستاني هو سني ولديه قنبلة نووية والمسيحي الممثل بأميركا وفرنسا لديهما قنبلة نووية فلا مانع من امتلاك الشيعة الممثلة بإيران قنبلة نووية".
وختم: "بعدها يقام بالتخطيط للانقلاب على النظام ويُسلم أبن الشاه الحكم، وهكذا يكونون قد حكموا البلاد وسيطروا على القدرات النفطية ولكن يبقى السؤال إذا كان هذا المشروع سينفذ الآن أو بعد عقد أو عقدين فكل شيء وارد والاحتمالات واردة".