عانت العملات الآسيوية من أكبر الانخفاضات هذا العام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن أسعار الفائدة في البنوك المركزية بالمنطقة أقل من معظم الأسواق الناشئة الأخرى. على سبيل المثال، يقل المؤشر القياسي في ماليزيا بمقدار 2.5 نقطة مئوية عن مؤشر بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو عجز قياسي للدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا. كما أن معدلات الفائدة في كلٍ من تايلندا وكوريا الجنوبية وتايوان والصين أقل من نظيراتها في الولايات المتحدة.
بينما باشر صناع السياسات في الولايات المتحدة رفع تكاليف الاقتراض على مدى العامين الماضيين، كان البنك المركزي في الصين يخفف سياسته لدعم الاقتصاد المتعثر. أدى ذلك إلى تعرض اليوان لضغوط مستمرة، وتسرب ذلك إلى العملات الآسيوية الأخرى أيضاً، خاصة عملتي كوريا الجنوبية وتايوان اللتين تتمتعان بروابط اقتصادية وثيقة مع الصين.
ما هي إجراءات البنوك المركزية الآسيوية لدعم عملاتها؟
التوقعات المتزايدة بأن أسعار الفائدة الأميركية ستبقى مرتفعة جعلت البنوك المركزية الآسيوية تحجم عن خفض أسعار الفائدة لديها بسبب المخاوف بشأن الضعف المحتمل للعملة.
كذلك لجأ صناع السياسات في جميع أنحاء المنطقة إلى عدد من الأدوات لتعزيز عملاتهم.
فقد استخدمت الصين سعر الصرف اليومي لدعم اليوان، في حين سعت البنوك المملوكة للدولة إلى تعزيز العملة عن طريق بيع الدولار.
لجأ بنك إندونيسيا إلى استخدام احتياطياته من النقد الأجنبي لشراء الروبية، في حين شجع البنك المركزي الماليزي الشركات المرتبطة بالدولة على إعادة استثمار الدخل من الاستثمار الأجنبي محلياً وتحويله إلى الرينغيت.
لكن البنوك المركزية تعرف أنها تسلك مساراً دقيقاً. فإذا استنفدت الاحتياطيات الأجنبية بسرعة كبيرة جداً، فإن هذا قد يؤدي إلى مخاوف بشأن استقرارها المالي على المدى الطويل.
حتى بنك اليابان، الذي يمتلك الكثير من القوة للدفاع عن الين، لم يتدخل بشكل مباشر في السوق إلا ثلاث مرات في عام 2022 لدعم عملته.