علي ضاحي - الديار
في 18 تموز 2021 اعلن عن فوز مرشح "النقابة تنتفض" عارف ياسين بعدما حصد 72 في المئة من أصوات المقترعين مقابل 28 في المئة لأحزاب السلطة. ومنذ ايام ايضاً ادت نتائج انتخابات نقابة المهندسين في بيروت الى فوز مرشح "التيار الوطني الحر" بمنصب النقيب بـ4634 صوتاً متفوقاً على مرشح "القوات" بيار جعارة والذي حصل على4129 اصوات.
اما في طرابلس فقد حصد المرشح المدعوم من النائب فيصل كرامي شوقي فتفت 1707 صوتاً ليفوز بمنصب نقيب مهندسي طرابلس والشّمال في الانتخابات التي جرت الاحد ايضاً أمس متقدماً على منافسه مرسي المصري والذي حصد 1543 صوتاً، وكسره هيمنة تيّار المستقبل والقوات اللبنانية على منصب النقيب والنقابة في السنوات العشر الأخيرة.
وتؤكد اوساط نقابية متابعة للانتخابات بفرعيها البيروتي والشمالي، ان دلالات لافتة تغلف نتائج الانتخابات والتي تؤكد عودة سطوة الاحزاب على الانتخابات النقابية وآخرها في نقابة المحامين والمهندسين، وفي تراجع واضح لما يسمى بـ"الحراك المدني" او ما يسمى "بالثورة" و"التغييريين".
وترجع الاوساط ذلك الى الاحباط الشعبي من هؤلاء وخطابهم المرتكز على شعارات لم يتحقق منها شيء، وخصوصاً بعدما نجح عدد من ناشطي "الحراك المدني" الى البرلمان، ولكنهم بدل التوحد حول مشروع "الثورة" ها هم مشتتون وتتقاذفهم الخلافات والانقسامات على خلفية "حب الظهور" وركوب "موجة السلطة".
وتلفت الاوساط الى ان ما يميز الانتخابات للمهندسين هو تراجع لـ"القوات" في الشمال وبيروت وفي دلالة على رفض مهندسي الشمال وسنة الشمال الخطاب الطائفي والمذهبي والفئوي والتقسيمي لـ"القوات" وخصوصاً الذي طفا على السطح بشكل فاقع بعد مقتل القيادي القواتي باسكل سليمان.
اما في بيروت نجح "التيار الوطني الحر" ورئيسه النائب جبران باسيل في إرساء تحالف مع "الثنائي الشيعي" وضمناً مع مهندسي وقوى 8 آذار الاخرى. وهذا التحالف استطاع تحجيم "القوات" هندسياً وقطع الطرق عليها لتكون دماء الضحية باسكال "ناخباً" في صندوقة اقتراع لمصلحة مرشح "القوات" وخصوصاً مع حضور زوجة سليمان الى مقر الانتخابات في بيروت واقتراعها لمصلحة مرشح "القوات" وتشجيع المهندسين المسيحيين والمستقلين غير "القواتيين" على التصويت لمرشح "القوات" جعارة.
وعن تحالف باسيل مع "الثنائي"، تؤكد اوساط مطلعة على اجواء حزب الله ان التحالف النقابي مرتبط بالعمل النقابي والانتخابات النقابية ولا يؤشر الى طبيعة العلاقة السياسية بين باسيل وحزب الله اكانت جيدة او سيئة. كما لا يبدو ان تحالف "التيار" وحركة امل الانتخابي مرتبط بتحسن العلاقة السياسية بين عين التينة وميرنا الشالوحي وتطبيعها في كل المجالات ولو انها قد تؤشر الى تطور مستقبلي بين الطرفين.
وترى الاوساط الى ان صحيح ان باسيل "يهادن" الثنائي انتخابياً، لكن هذه الانتخابات لا تعني ان علاقة باسيل بالرئيس نبيه بري وعقد التحالف الانتخابي مرتبطة بتحسن "سريع" للعلاقة الشخصية والسياسية "الملتبسة" بين الرجلين مع تقلب باسيل كثيراً في الآونة الاخيرة.
وتلفت الاوساط الى ان علاقة "الثنائي" بباسيل ولا سيما "حزب الله" لا تزال على حالها وهي علاقة مرتبطة اليوم بتفاهمات محددة وعلى القطعة بينهما، ولا تعني بشكل من الاشكال "طي صفحة" المواقف الاخيرة حول السلاح وجبهة الجنوب وربطها بغزة.
وعن العلاقة بين باسيل وبري، ترى الاوساط انها في مرحلة بناء الثقة المفقودة بين الرجلين وسط حديث جدي عن تخلي باسيل عن مرشحه الرئاسي "المضمر" مقابل السير بمرشح "الثنائي" لا يراه باسيل "استفزازياً" له.