دعم وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الأربعاء، نهج الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف القتال في قطاع غزة، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية.
وقال كاميرون لشبكة CNN الأميركية، إنه "يتفق مع بايدن على الحاجة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار"، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي "يضغط حقاً على نتنياهو، وكما قلت سابقاً نحن بحاجة إلى وقف القتال، من أجل إدخال المساعدات، وإطلاق سراح المحتجزين".
يأتي هذا بعد ساعات من انتقاد بايدن، الثلاثاء، دور نتنياهو في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، واصفاً نهج الأخير في إدارة الحرب بـ"الخطأ"، دون الإشارة إلى أي تغييرات كبيرة في سياسة الولايات المتحدة تجاه تل أبيب.
وتعليقات بايدن هذه تعد من أقوى انتقاداته لنتنياهو حتى الآن وسط تزايد التوتر حيال ارتفاع حصيلة الضحايا بين المدنيين، بسبب الحرب الإسرائيلية على حركة "حماس" والظروف الصعبة داخل غزة، بحسب وكالة "فرانس برس".
تحول في الموقف
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة تلفزيون "يونيفيجون" Univision الأميركية، رداً على سؤال بشأن ما إذا كان نتنياهو أكثر قلقاً بشأن البقاء على رأس السلطة من المصلحة العامة لإسرائيل: "أعتقد أن ما يفعله خطأ (بشأن التعنت في بعض الأمور المتعلقة بحرب غزة)"، مضيفاً: "أنا لا أتفق مع نهجه".
ودعا بايدن الإسرائيليين إلى وقف لإطلاق النار، والسماح خلال الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة بالوصول الكامل لجميع المواد الغذائية والأدوية التي تدخل البلاد.
وتمثل دعوة بايدن بشأن وقف إطلاق النار تحولاً عن تصريحاته السابقة التي قال فيها إن العبء يقع على عاتق "حماس" للموافقة على هدنة، واتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.
وكثّف بايدن أيضاً من ضغوطه على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، قائلاً إنه تحدث مع دول عربية من أجل إدخال الأغذية، وأردف: "لا يوجد عذر في عدم توفير احتياجات هؤلاء الناس من الغذاء والدواء".
وأظهرت المقابلة التحول الكبير في سياسة بايدن تجاه إسرائيل منذ سقوط عمال الإغاثة من "المطبخ المركزي العالمي" في غزة.
والثلاثاء، اجتمع أفراد من عائلات بعض المحتجزين الأميركيين لدى "حماس" مع نائبة الرئيس كامالا هاريس في البيت الأبيض، وسط استمرار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بين "حماس" وإسرائيل.
ورغم هذه الانتقادات تنعم إسرائيل بمساعدات أميركية أكثر من أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية، غير أن المساعدة السنوية تتضاءل في آخر عامين بسبب إرسال تمويل ومعدات عسكرية إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي في 2022، بحسب وكالة "رويترز".
وعادة ما تدأب الولايات المتحدة على حماية إسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد 3 مشاريع قرارات بشأن الحرب في غزة.
وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، الشهر الماضي، عندما طالب مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار.