الشرق
وافق المجلس الاتحادي السويسري، الأربعاء، على مشاركة البلاد في مبادرة درع السماء الأوروبية "يورو سكاي شيلد" التي تهدف إلى بناء نظام متكامل للدفاع الجوي والصاروخي في أنحاء أوروبا.
ومبادرة درع السماء الأوروبية هي خطة مشتركة للدفاع الجوي أطلقتها ألمانيا في 2022، لتعزيز الدفاع الجوي الأوروبي، وهي قضية أصبحت أكثر أهمية بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
ووقعت سويسرا إعلان نوايا للانضمام إلى المبادرة في يوليو من العام الماضي.
كما وقعت على المبادرة العديد من الدول من بينها ألمانيا وبريطانيا وفنلندا ودول أخرى غير أعضاء في حلف شمال الأطلسي.
وتهدف المبادرة إلى خفض التكاليف على الدول من خلال تنسيق عملية شراء أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي مثل نظام صواريخ باتريوت فضلاً عن تعزيز التعاون في مجال التدريب والصيانة والخدمات اللوجيستية.
وقال المجلس الاتحادي في بيان: "حتى بعد توقيع إعلان العضوية، تظل سويسرا حرة في اتخاذ قراراتها بشأن مجالات ومدى مشاركتها في مبادرة درع السماء الأوروبية وأنظمة الدفاع الأرضي الجوية التي تخطط للحصول عليها".
وتتعرض سويسرا المحايدة لضغوط متزايدة من جيرانها الأوروبيين منذ الغزو الروسي في فبراير 2022 من أجل إفساح المجال لدعم أوكرانيا عسكرياً عبر السماح بإعادة تصدير الأسلحة سويسرية الصنع.
نهاية الحياد؟
وتعتمد سويسرا منذ أمد بعيد الحياد العسكري، علماً بأنّ جيشها مسلّح بشكل جيّد كما تطبق البلاد التي يبلغ عدد سكانها 8.8 ملايين نسمة نظام الخدمة العسكرية الإلزامية للرجال.
لكنّ نقاشاً واسع النطاق يدور بشأن حياد البلاد منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وسويسرا ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، لكنّها حذت حذو التكتل في فرض عقوبات على موسكو، إلا أنّها لم تبد إلى الآن مرونة على صعيد تعديل سياسة الحياد العسكري.
وعلى الرغم من ضغوط مارستها كييف ودول حليفة لها، لم تسمح سويسرا لبلدان تمتلك أسلحة سويسرية الصنع بأن تعيد تصديرها إلى أوكرانيا.
وفي وقت سابق قالت الحكومة السويسرية: "لقد حدّدت سويسرا والنمسا شروطهما على صعيد الحياد في إعلان إضافي جاء فيه على سبيل المثال أنّهما لن تشاركا أو تنخرطا في نزاعات عسكرية دولية".
وأعلنت 17 دولة أوروبية بقيادة ألمانيا عزمها الانضمام إلى المشروع بينها بريطانيا وبلجيكا وفنلندا والمجر وهولندا والسويد.
ويقوم مشروع "يورو سكاي شيلد" الذي أطلقه المستشار الألماني أولاف شولتز في أكتوبر 2022 على أن تشتري الدول الأعضاء فيه بصورة جماعية منظومات دفاعية مختلفة تتكامل مع بعضها البعض لحماية السماء الأوروبية.
ويعتمد المشروع الألماني على 3 أنظمة للدفاع الجوي هي نظام "آيرس-تي" الألماني للدفاع القصير المدى ونظام "باتريوت" الأميركي للدفاع المتوسط المدى ونظام "آرو-3" الأميركي-الإسرائيلي للدفاع البعيد المدى.
بالمقابل ترفض دول أوروبية أساسية أخرى هي فرنسا وإيطاليا وبولندا الانضمام إلى هذا المشروع الدفاعي الأوروبي المشترك، وتطالب باريس بأن تتولى كل دولة أوروبية حماية نفسها بواسطة أسلحة أوروبية.
تركيا واليونان آخر الملتحقين
ومنتصف شهر فبراير الماضي، انضمت كل من تركيا واليونان رسميا إلى المبادرة الدفاعية التي تقودها ألمانيا، ووقع وزير الدفاع التركي يشار غولر ونظيره اليوناني نيكولاس ديندياس على "وثيقة تنظيم مشاركة تركيا واليونان في مبادرة درع السماء الأوروبية".
وجاء التوقيع في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالعاصمة البلجيكية بروكسل، خلال اجتماع وزراء دفاع الناتو.
ووصف وزير الدفاع التركي يشار غولر مبادرة درع السماء الأوروبية (ESSI)، عقب التوقيع عليها، بأنها "خطوة مهمة نحو تلبية احتياجات الناتو"، مضيفاً أن تركيا "على استعداد للمساهمة في هذه المبادرة، التي تقودها ألمانيا، من خلال مجموعة واسعة من الموارد الوطنية لدينا".
وقبل انضمام أنقرة إلى المبادرة، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برلين في نوفمبر الماضي، حيث ناقش الجانبان التعاون الدفاعي.