أحمد عز الدين وخلدون قواص - "الأنباء" الكويتية
«حتى الهدنة لم تعد مضمونة وقد نصبح في مكان آخر»، بعد الضربة الصاروخية التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية (دمشق)، والكلام لأحد كبار المستشارين لحكومة تصريف الأعمال.
لم يخف «كبير المستشارين» الجهود الحثيثة التي يبذلها أهل الداخل من السياسيين اللبنانيين، للإفادة من الجهود الدولية بتحييد البلاد عن الحرب في غزة، والتوتر الشديد في المنطقة، إلا انه يكشف عن «تقدم خطوة، وتراجع خطوات نتيجة التشعبات بين الداخل والإقليم». ولا يخفي في المقابل، تفاؤلا بانفراج جزئي قد يلي اشتداد الأزمة، «في حال نجاح الاتصالات الدولية في احتواء التصعيد».
كذلك تحدثت مصادر متابعة لـ «الأنباء» عن ارتياحها للمعلومات التي يتم تداولها بين القوى المسيحية والإسلامية المعنية. وذكرت أن انتخاب رئيس للجمهورية وضع على نار حامية. وقالت: «إن بعض القوى السياسية بدأت تقديم العديد من الطروحات العملية والجدية وبذل المضاعفة، بالتشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة أولا ومن ثم الصديقة، لإنجاز الاستحقاق الرئاسي خلال فصل الربيع المرجح الشهر المقبل، في حال لم يحدث أي طارئ أمني إسرائيلي على لبنان يؤدي إلى خلط الأوراق مجددا».
وأفادت المصادر «بأن بعض القيادات السياسية تقوم بتدوير الزوايا لإيجاد مخرج لانتخاب رئيس مقبول من الأغلبية النيابية وبمساندة من اللجنة الخماسية».
وأشارت إلى أن جميع الأطراف السياسية اللبنانية أصبحت مدركة تماما خطورة انهيار مؤسسات الدولة، والفلتان الأمني الذي بدأ يتنقل بين منطقة وأخرى، وآخرها ما حدث في منطقة الأشرفية في العاصمة بيروت أمس الأول، وقبلها على طريق المطار، رغم الجهد الكبير الذي تبذله القوى الأمنية بإمكاناتها المتواضعة.
وأكدت المصادر «أن لبنان لا يزال ممسوكا من قبل الأجهزة الأمنية وفي طليعتها الجيش وقوى الأمن الداخلي، بمعاونة القوى السياسية الفاعلة على الأرض، ولن تسمح بالتالي بتأجيج نار الفتنة والفوضى الشاملة، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن على كافة المستويات خصوصا ما يمارسه العدو الإسرائيلي من عدوان يومي على جنوب لبنان وبعض المناطق الأخرى في العمق اللبناني».
وشددت على أن تأخير انتخاب رئيس هو السبب الرئيسي لتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية، «فلا يمكن إجراء انتخابات بلدية واختيارية في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية، بالإضافة إلى السبب الآخر وهو استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان دون أي أفق يشير إلى نهاية هذه التراجيديا اللبنانية».
في هذا الوقت كانت لقاءات للسفيرة الأميركية ليزا جونسون مع عدد من السياسيين والنواب. وزارت أمس المجلس النيابي والتقت رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان في إطار التحرك الذي تقوم به.
وذكرت المعلومات أن وفدا نيابيا يضم ممثلين عن أحزاب «القوات اللبنانية» والكتائب و«حركة الاستقلال»، إضافة إلى نواب التغيير سيزور واشنطن لعرض الوضع في لبنان ورؤية المعارضة للخروج من الأزمة والوصول إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، من خلال العمل على فك الارتباط بين الانتخابات الرئاسية والوضع على الحدود المعلق على هدنة غزة.
التصعيد الإسرائيلي، في كل الاتجاهات أحدث مزيدا من الإرباك والضغوط على «حزب الله» الذي يلتزم عدم مماشاة إسرائيل في التصعيد كي لا يعطيها الفرصة لتوسيع هذه الحرب. لكن الحزب الذي اتخذ قرار الدخول في الحرب دعما لغزة يجد نفسه تحت وطأة الضغط السياسي والشعبي في ظل المعارك التي أوشكت أن تنهي شهرها السادس، مع ما نتج من خسائر ونزوح، وبالتالي يحتاج إلى حركة التفاف سياسي وحزبي إلى جانبه، كي لا يحمل وحده تبعات النتائج.