يبدو أن مجلة "نادين" تعيش في عالم الـ"SexyLand"، عالم آخر لا يعرف التفريق بين الفنون وقيمها، لكنّه يعرف تفضيل المؤخرات ليصدّر مضمونا "كلاس" على حساب اصحاب المواهب والنجومية الكبيرة وما يقدّمونه.
حتى الآن يعتقد البعض انّ هذا خيار شخصي من أجل لفت انتباه القراء لشراء المجلة وكسب الاموال، وفي كل مرّة تختلط فيها معايير لعبة المكعّبات، بحيث لم تعد مجلّة "نادين" قادرة على تخريج واجهة ذي قيمة ثقافية ابداعية.
"إن لم تستح فافعل ما شئت"، على هذه القاعدة قرّرت المجلة الاستمرار بدلا من الانعزال كزميلاتها في الآونة الاخيرة نتيجة الضيقة الاقتصادية، وهي، فعلا، لم تترك فرصة الّا وطبّقت فيها هذه القاعدة.
لم تستح. فعلت فعلا ما شاءت. مؤخرة "Myriam Tay" سبقت صانع النجوم المخرج سيمون أسمر حتى في رحيله.
لم تستثن "نادين" يوم رحيل صانع النجوم، ولم تقطع "حبل المؤخرات" من الظهور في هذا اليوم، بل اكتفت بنافذة صغيرة لصورة أسمر على غلاف العدد رقم 2016، الذي سيصدر الأسبوع المقبل (علما ان الغلاف صدر اليوم في يوم وداع اسمر). فبدت نافذة "هزيلة" امام الانجازات الكبيرة التي قدّمها في عالم التلفزيون والفن والترفيه. مساحة صغيرة لم تعرف معنى الوفاء لمن عاش سنينه الأخيرة من دون تلقّي حتّى حفنة صغيرة من عرفان جميل قدّمه لكثيرين. لم يكلّف معظم النجوم أنفسهم بسؤال عنه اثناء محنته، ولم تكلّف مجلة "نادين" نفسها بتخصيص الصفحة الاولى للأسمر.
هل يرضى نقيب الصحافة، وهو بالمناسبة ناشر "نادين"، بهكذا غلاف في مثل هذه الأوقات؟ هل يرضى والقيمون على المجلة بتحجيم صورة سيمون اسمر في يوم وداعه على حساب "المؤخرات الكلاس والـSexy"؟ هل يعي، والقيّمون، ماهية الصورة التي اصبحت تصدّرها هذه المجلة للرأي العام؟ هل يستحقّ المردود المالي هذا الانحدار في القيم والثقافة؟ وهل فعلا هناك من يشتري غلافا قدّم حجم المؤخّرة على وفاة عملاق كسيمون أسمر؟
ما يعزّينا انّ الراحل وسواه من مبدعي لبنان يرحلون قبل ان يشاهدوا هذه المهزلة في عالم لم يعد يعرف ان يقدّر نجومه وفنّه.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا