لا تزال "ثورة الشعب" تجتاح الشوارع في مختلف المناطق اللبنانية، واللبنانيين ينتفضون على السلطة السياسية وعلى الحكومة، مطالبين باسقط النظام.
انّه اليوم السادس على التوالي، المصارف مقفلة، المدارس والجامعات مقفلة، الاشغال مقفلة، محطات البنزين بدأت بالاقفال إذ انّ المحروقات لم تصل إليها منذ ايام، والطرقات مقفلة.
بدأت الانتفاضة باقفال مختلف الطرقات، واحراق الدواليب والنفايات، منعاً لمرور احد، وانتقلت بعد ايام، إلى خيم نصبت وسط الطريق، منعت الناس من المرور ايضاً.
امّا اليوم، فالمشهد برأي عدد من اللبنانيين اصبح أشبه بـ"حواجز" على الطرقات تمنع مرورهم.
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، منشور يظهر امرأة كبيرة في السن، مريضة، مُنعت من المرور في منطقة سن الفيل، في حين كانت متوّجهة إلى المستشفى، والحجة: "مسكرين الطرقات ما فيك تمرق من هون".
موقع VDLnews، تواصل مع الزميل دوري نصر، صاحب المنشور، الذي اطلعنا على التفاصيل، وقال: "شو بدو يصير اكتر من هيك اذلال للشعب، شو؟".
دوري، اوضح انّ العائلة اتصلت بالصليب الاحمر، الذي تأخر بالوصول، وكانت الجدة بحالة صعبة، فتمّ نقلها بالسيارة. وحين صودف مرور السيارة على "حاجز" في سن الفيل كما وصفه نصر، منعت من المرور. وقال دوري: "قالولنا لوين رايحين، قلتلن بدي لف، المرا عم بتموت، قالوا ما فيك تلف من هون".
وبغصة قلب، صرخ: "كيف هيك كيف؟".
ولم تنته القصة هنا، بل وصل خال دوري، ويدعى سمير نصر، من الجهة المقبلة، ليساعدهم ويصطحب الجدة إلى المستشفى، وقال: "كأنو نحنا بكوريا الشمالية وهني بكوريا الجنوبية، هيك حملتا وحطيناها على الكرسي واخدناها على كوريا الجنوبية". وختم: "والله عيب".
يبقى المشهد حتى الساعة ضبابيا، ففي حين يطالب البعض بحقوقه ومطالب محقّة، تتحوّل بعض المشاهد على الطرقات لتوقظ ذاكرتنا الجماعية وتذكّرها بـ"الميليشيات وقطاع الطرق".