"استراحة المقاتل" وهم.. الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية وصل إلى حدّ التضارب بالأيدي: إسرائيل قد تجد نفسها في حرب إقليمية جدّية
"استراحة المقاتل" وهم.. الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية وصل إلى حدّ التضارب بالأيدي: إسرائيل قد تجد نفسها في حرب إقليمية جدّية

خاص - Monday, January 22, 2024 4:17:00 PM

"استراحة المقاتل"، بهذه العبارة وصفت وسائل الإعلام العبرية انسحاب لواء النخبة في الجيش الإسرائيلي "غولاني" من قطاع غزة، ليعود الدفع به إلى الحدود الشمالية مع لبنان. ومع انتشار أنباء حول تصدي حزب الله لعملية برية كان يحضر لها الجيش الإسرائيلي مساء أمس عند موقع زرعيت العسكري، كثرت التأويلات والتحاليل بشأن وظيفة لواء "غولاني"، التي يتوقع بعض المراقبين أن تشن عملية "نوعية" لم تتضح معالمها بعد، لا سيما بعد تنفيذ القوات الإسرائيلية محاكاة لسيناريو حرب برية تتضمن اشتباكًا، ومن "مسافة صفر" مع عناصر حزب الله.

ففي ضوء آخر التطورات الأمنية، وتداول أخبار عن عملية كبرى وشيكة جنوبًا، قال رئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية خالد زين الدين في حديث لـvdlnews، إن "الكلام حول تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية برية أمس غير دقيق ويندرج في خانة الحرب الإعلامية، وليس هناك أي توغل أو تنفيذ لأي مهمّة على الأرض، لو حتى بفرقة من خمسة جنود، إلا أن هناك محاولة لرفع معنويات سكان "الشمال"، وبث الشعور بالأمان".
ولفت إلى أن "هذا مردّه إلى الضغوط التي تتعرض لها حكومة نتنياهو، فضلاً عن الشرخ الحاصل في الحكومة بفعل الخلاف بين غانتس ونتنياهو ذلك أن حدّة الخلاف وصلت إلى حدّ التشابك بالأيادي".

وعند سؤاله عن إمكانية قيام إسرائيل بعملية برية، رأى زين الدين أن "الجيش الإسرائيلي يملك القدرة العسكرية والتكنولوجية للتوغل باتجاه الأراضي اللبنانية، إلا أن هكذا نوع من العمليات مكلف جدًا، فإسرائيل قادرة على الضرب من خلال السفن والطيران الحربي ولكن حتى الآن لا يوجد قرار رسمي بالحرب لأن المسؤولين الإسرائيليين يدركون حجم الخسائر".
وأضاف زين الدين: "الولايات المتحدة لن تسمح بتوسيع رقعة الصراع، فأي دخول بري إلى لبنان سيكون له انعكاسات على المنطقة، وعندها ستجد إسرائيل نفسها في حرب إقليمية جدّية، إلا أن هذا الاحتمال وارد فقط بحال وجود قرار أميركي بتأمين غطاء دولي لإسرائيل لتجريد المنطقة من السلاح وذلك في اليوم التالي لحرب غزة".

وعن "تريث" الحزب عن الرد بالمثل على الاغتيالات التي يتعرض لها باغتيال شخصيات أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى، زين الدين أشار إلى أن "الأمين العام لحزب الله أكد أن المقاومة اليوم أقوى مما كانت عليه في الـ2006، ويملك الحزب اليوم ما لم يملكه وقتذاك من تكنولوجيا ومعلومات وأهداف ومن عناصر قوة، لكنه لن يطلق الرصاصة الأولى لعدّة اعتبارات منها ما هو استراتيجي ومنها ما هو داخلي، فلبنان يعاني من مشاكل جمّة ومن خطر التفكك".
وأردف: "حزب الله سيدخل الحرب بحال نفذت اسرائيل عملية برية، عندها ندخل مرحلة الاشتباك المباشر، وهذا السيناريو مكلفٌ بالنسبة للطرفين، غير أن الماضي أثبت الفشل الإسرائيلي على التوغل برًا منذ اجتياح بيروت حتى اليوم، ولم تحقق إسرائيل سوى تدمير البنى التحتية وقتل المدنيين".

وحول مسألة الخرق المعرّض له لبنان، أكد رئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية أن "ليس فقط بيئة حزب الله هي المخروقة بل لبنان بأكمله مخروق"، موضحاً أن ذلك يجري "عبر المنظمات غير الحكومية تحت شعارات اجتماعية وأهلية وإنسانية مختلفة، وهذه المنظمات آخذة بالتزايد، ولبنان أصبح ساحة مفتوحة لمعظم أجهزة الاستخبارات العالمية"، مضيفًا: "تم استغلال الوضع الاقتصادي للشعب اللبناني للتجسس ليس على حزب الله وحسب بل على كافة القادة السياسيين".
واستطرد: "الاغتيالات التي يتعرض لها الحزب دليل واضح على أنه مخروق، غير أن القادة المستهدفين هم قادة ميدانيين وليسوا قادة من الصف الأول، وما زال الصف الأول متماسكًا".

أما بالنسبة إلى اعتماد الحزب صيغة "الرد في الزمان والمكان المناسبين"، قال إن "القرار يعود للحزب وفقًا لمخطته وهو لن ينفذ أي عملية تؤدي إلى فتح حرب شاملة، فلبنان اليوم مختلف عن لبنان الـ2006 حيث كان هناك احتضان عربي على كافة الصعد، ولم يعد البلد اليوم ضمن أولويات الدول العربية".

وشرح زين الدين: "في الـ2006 كانت سوريا المنفذ البري الوحيد للبنان، وجزء كبير من اللبنانيين ذهب إلى سوريا وقت الحرب، أما اليوم فالوضع مختلف بحيث أصبح النازحون السوريون يشكلون عبءًا اقتصاديًا وديمغرافيًا على لبنان، وبحال شنت إسرائيل حربا، سيلجأ السوريون إلى أوروبا التي تعاني بالأصل من الحرب الأوكرانية - الروسية وانعكاسات لجوء حوالي تسعة ملايين أوكراني، فضلاً عن التضخم وأزمة المحروقات والبطالة".

وختم زين الدين: "معظم الدول العربية تفكر اليوم بمصالحها وبالسلام في المنطقة وبسياسة "صفر حروب"، فلبنان اليوم لم يعد ذا أولوية على الأجندة العربية، فضلاً عن أن اتفاق مار مخايل الذي كان قائمًا حينها، لم يعد كذلك بعد اليوم وهناك انقسام مسيحي – مسيحي من جهة ومسلم – مسلم من جهة أخرى حول الحرب في الجنوب والداخل اللبناني غير مستقر، لذلك من الصعب جدا أن يدخل لبنان في الحرب الكبرى".

منذ بداية العمليات العسكرية جنوبًا في الثامن من تشرين الأول العام المنصرم، وعلى وقع التوترات المتصاعدة في المنطقة، سؤال واحدٌ ما زال يردده اللبنانيون والعالم بأسره مذّاك، متخوفين من القنبلة الموقوتة عند الحدود اللبنانية مع إسرائيل... متى الحرب الكبرى؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني