يُلاحظ سياسي طرابلسيّ مُتابع للمواقف المتلاحقة الصادرة عن رئاسة مجلس الوزراء والمحيطين به، أن هناك محاولات مُتكرّرة للتذكير بدعم الرئيس نجيب ميقاتي للقضية الفلسطينيّة، وهو ما يبدو كسعي للاستفادة الإعلامية والشعبوية. مع أن الدعم الإنساني لهذه القضية المُحِقّة هو أمر أجمع عليه كل الشعب اللبناني. مدينة طرابلس التي تَذكَّرها اليوم دولته لتدعيم موقفه السياسي كانت هي دائما قلب العروبة والمحبة والسلام، إلّا أن السؤال يبقى عن واقع الطرابلسيين الذين يعانون من الفقر والبرد ونقص الأدوية. هل سيكتفي الناس بالعيش على تمجيد دعم غزّة؟

يتابع السياسي، أن الدول العربية التي يُحاول الرئيس التناغم معها تعيش في أمن وسلام، ومن الأجدر أن يتمّ الاقتداء بنموذجها. لكن يبدو أن سياسة دولته تأخذ من هذه الدول ما يخدم المواقف الظرفية للرئيس وحلفاؤه. يُفضَّل أن تسير الحكومة على خطى الدول العربية في دعم غزّة وإبقاء بلدانهم بعيدة عن دائرة الصراع المباشر، محافظين بذلك على لبنان خارج المناكفات مع إسرائيل. لكن هذا القرار خارج سيطرة حكومته كما صرّح في أكثر من مناسبة، لذلك تقتضي الحكمة بألّا يُعلّق مصير الشعب على فصيل لبناني مسلّح، تثبت الأيام أن إرتباطاته خارجية أكثر منها لبنانية.