خطة الحكومة وصندوق الفرجة
خطة الحكومة وصندوق الفرجة

أخبار البلد - Monday, July 6, 2020 7:42:00 AM

"ليبانون ديبايت" - وليد خوري

يتذكر كبار السن صندوق الفرجة الذي كان عبارة عن صندوق خشبي متنقل من قرية إلى قرية مع صوت صاحبه يصدح قائلاً:
تعا تفرج يا سلام!
تعا تفرج بالتمام!
شوف قدامك عجايب!


شوف قدامك غرايب!
تعا تفرج يا سلام!

فيسارع الأولاد إليه للفرجة على صور جامدة من إحدى الكوات الصغيرة المستديرة في الصندوق مقابل قرش مقدوح، إذ كان الصندوق عبارة عن سينما ذلك الزمان.

تذكرت صندوق الفرجة هذا عندما قرأت عن أحد صندوقي خطة الحكومة للتعافي المالي... الذي تديره شركة لإدارة الأصول العامة (PAMC)...

تقول الخطة:

سيتم إنشاء شركة إدارة الأصول العامة بموجب القانون لكي تودع فيها الأصول الحكومية الرئيسية باستثناء أصول النفط والغاز
• حصص الأسهم في الشركات الرئيسية المملوكة من الدولة
• الأصول العقارية

ستقوم الحكومة بتخصيص أرباح شركة إدارة الأصول العامة لتمويل زيادة رأس مال مصرف لبنان بهدف تمكينه من الوفاء بالتزاماته المتبقية تجاه المصارف، وستكلف الشركة بإعادة هيكلة الشركات العامة المدرجة في حافظتها ومستقبلها على 10 سنوات. وستتم إدارة الأصول العقارية على النحو اللازم خلال الفترة الزمنية عينها. وستدار الشركة في ترابط كامل مع الاستراتيجية العامة الموضوعة من قبل السلطات بهدف تعزيز النمو.

ستعتمد الشركة نموذج إدارة الأصول العامة الأفضل بحيث يتولى إدارتها مجلس إدارة من كبار المتخصصين ومجلس رقابي يمثل المساهمين بما فيهم مصرف لبنان والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية والخبراء المستقلين. وستعول الحكومة على الخبرات الدولية لإنشاء الشركة وإدارتها، كما ستستفيد من السوابق الدولية".

وأكثر ما لفتني هو هذا المجلس الرقابي الذي يضم مصرف لبنان والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية والخبراء المستقلين، وكأني به لويا جيرغا على الطريقة الأفغانية.

وهذه التركيبة العجيبة الغريبة لشركة إدارة الأصول العامة أشبه بتركيبات صندوق فرجة الزمان الغابر، إذ كانت كل كوة في الصندوق تعرض صورة مختلفة عن الأخرى للتشويق.

لقد أوحى صندوق الفرجة للشاعر الشعبي عمر الزعني قصيدة طويلة أقتطف منها المقاطع التالية:

"شوف تفرج يا سلام، شوف أحوالك بالتمام، شوف قدامك عجايب، يا حبيبي لو بتشوف، شوف أحوالك عالمكشوف...
شوف جبال وشوف وديان، سوريا وجبل لبنان، كانت قطعة من الجنان، أما اليوم يا حسرة! الأرض حفرة نفرة، ما فيها عشبة خضرة، يا حفيظ ويا أمين، من غدارات الزمان...
شوف الناس عما تبكي، واللي ما بيبكي بيشكي، واللي ما بيشكي بيحكي، مرضك منك لا تخفيه، يا حفيظ ويا أمين...
والدنيا صندوق فرجة، لا تعرف منها البهجة، من يوم ما خلقت عوجة، لا تبكي
عليها وتنوح، ما بتحرز ما فيها روح، تفرج بعينيك وروح..."

قال هذا الكلام عمر الزعني هذا الكلام في الثلاثينات، وما أشبه اليوم بالبارحة...
تعا تفرج...
تعا شوف...

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني