محمد علوش - الديار
اقتنع الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل بوجهة النظر اللبنانية المنادية بوقف الحرب على غزة، قبل الانطلاق ببحث الاستقرار في لبنان، وتسوية الحدود ومصير القرار الدولي 1701، إذ أبدى بوريل خلال لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري قلقه الكبير من استمرار الحرب على قطاع غزة، وحرصه على عدم توسعها باتجاه لبنان، متخوّفاً من التصعيد الإسرائيلي، مشدداً على وجوب أن "تكون الأولوية هي لوقف الحرب على قطاع غزة، لان ذلك هو المدخل لعودة الهدوء الى لبنان، وحينئذ يسهل البحث في تطبيق كامل لمدرجات القرار 1701".
هذه القاعدة باتت ثابتة لدى جميع الموفدين الدوليين الذين يزورون لبنان بشكل أسبوعي، تدرجت مداخلاتهم من التهديد وصولاً الى التمنيات بوقف ما يجري على الحدود، ولكنهم اليوم باتوا مقتنعين بأن وقف الحرب على غزة هو المدخل الأساسي لوقف ما يجري في لبنان.
كان حزب الله واضحاً جدا منذ اليوم الأول لدخوله على خط المعركة، فالبداية كانت نصرة لغزة والواجب الاخلاقي والديني بنصرة المظلومين من الشعب الفلسطيني، وهذا بحسب مصادر مطلعة في بيئة المقاومة، لن يتوقف ما لم تتوقف الحرب على الغزاويين، وتُشير المصادر الى أن الواجب الاخلاقي لم يعد الدافع الوحيد خلف المعركة القائمة على الحدود، فمسار ما يجري جاء ليوضح نيات العدو الاسرائيلي المبيتة ضد لبنان، فلبنان جزء من هذه المنطقة، وما يتغير فيها ينعكس عليه حتماً، لذلك كثيرة هي الدوافع التي تؤكد ترابط وقف النار في لبنان بوقف الحرب على غزة، كبداية.
وتكشف المصادر أن حزب الله تلقى في المرحلة الماضية عروضات مغرية كثيرة من موفدين دوليين، زاروا لبنان ليعرضوا على الحزب "كل ما يُريده" كثمن لوقف النار في الجنوب، وكان يمكن للحزب أن يطلب الرئاسة والحكومة وما يريد من مراكز أولى في الدولة، وكانت ستُلبى مطالبه بالضغط، ولكن الجواب كان واضحاً برفض كل هذه العروض، فالمطلوب واحد وهو وقف الاجرام الاسرائيلي.
بالنسبة الى المصادر فإن حزب الله لا يخوض المعركة لأجل أهداف سياسية داخلية، وما يقوله معارضو الحزب في الداخل عن رفضهم لمقايضة بين الرئاسة وبين تطبيق القرار 1701، هو امر غير دقيق، فالمسألة لم تُطرح من قبل الحزب أو الفريق السياسي الذي ينتمي إليه، بل كان طرحاً أو فكرة خارجية لجهات ظنّت أن الحزب يواجه "اسرائيل" لأجل الرئاسة، وهؤلاء لا يعرفون المقاومة جيداً.
في سياق الحديث عن الرئاسة، تكشف المصادر أن توقعات حزب الله تُشير الى أن التفاوض بالملف الرئاسي مجمد لما بعد الحرب، لا لأنه مرتبطاً بها بل لأن الجهات المعنية بالداخل والخارج "مش فاضية" لهذا الملف اليوم، مشيرة الى أن قناعة حزب الله بما يتعلق بالملف الرئاسي تقول أن نتيجة الحرب على غزة لن تؤثر بالملف الرئاسي، بخلاف كل محاولات الإيحاء بعكس ذلك، ففي حال انتصرت حركة حماس في الحرب على غزة، فذلك لا يعني أن الرئيس المقبل سيكون لحزب الله، وبحال لا سمح الله هُزمت حركة حماس في غزة، فذلك لن يعني أن فرص رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية في الرئاسة ستصبح أضعف.