بات واضحا أن زيارة الوزيرة الفرنسية كاثرين كولونا إلى بيروت هدفها إستطلاعي واستعراضي لوقائع حرب غزة وجنوب لبنان، وأبدت التقدير للتمديد لقائد الجيش، لتؤكّد حرص فرنسا على لبنان، وضرورة انتظام حياته السياسية بالتعجيل في إتمام الاستحقاق الرئاسي الذي تريد فرنسا أن يتم بأسرع وقت ممكن كما يعبر الإليزيه.
انطلاقا من هنا، كشفت مصادر لموقعنا Vdlnews، بأن الجانب الفرنسي يزور لبنان هذه المرة، ليحاول البحث عن الحل بما يخص الأوضاع في جنوب لبنان، ولأول مرة منذ السابع من أكتوبر، لم ينقل الجانب الفرنسي أي تهديد إسرائيلي، ولم ينقل أي وعيد أو اتجاه للتصعيد، أو حتى أي تهويل، وقد خلت حقيبة كولونا أيضا من أي تحذير أو رسالة دبلوماسية شديدة اللهجة لحزب الله.
وفي البحث عن الحل، شددت الوزيرة الفرنسية على أن "باريس والدول الغربية ترى بأن الحل هو بتطبيق القانون الدولي والإتفاقيات الدولية، خصوصا قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم "1701، وسألت: "إذا كان هذا المدخل الذي نراه للحل، فبرأيكم كيف يمكن تطبيقه؟ وكيف يمكن أن نتعاون للوصول الى هذا الهدف؟ وإن كان الجانب الإسرائيلي قد طرح إبعاد الحزب عشرة كيلومترات عن الحدود فما هو طرح الجانب اللبناني؟".
وأكدت المصادر لموقعنا، أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري رد على الوزيرة الفرنسية بأن لبنان لم ولن يكون ضد القرارات الدولية، بل كان معها ويؤيدها ويدافع عنها، أما من يخرق هذه الإتفاقات وخصوصا الـ1701 هو العدو الإسرائيلي"، وسأل بري بحسب المصادر: "أين تطبيق القرار من إنسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي المحتلة؟ وأين تطبيقه من خرق مياهنا وبرنا؟ أين تطبيقه مما حصل في الغجر؟ وأين تطبيقه من خرق سماء بلدنا آلاف المرات منذ الإعلان عن الـ1701 في آب 2006؟".
وتابعت: "هذا الأساس، أما التفاصيل فمتروكة لما بعد وقف إطلاق النار في غزة، أما قبل وقف إطلاق النار فكل الكلام حتى لو كتب فهو حبر على ورق".
من هنا، يتضح أن الدور الفرنسي بات يتراجع من مؤثر حقيقي مباشر في السياسة اللبنانية و مساهم بارز في تحديد الخيارات وتريب وجهات النظر بين اللبنانيين، الى ناقل رسائل دبلوماسية، وصولا الى دور الباحث عن حل شبه مستحيل، ولكن، هل تعود فرنسا الى لبنان من باب وقف حرب الجنوب؟