لم تمر فترة قصيرة على مغادرة مدير المخابرات الفرنسية لبنان، حتى تزور وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا لبنان آتية من تل ابيب، التي سيزوها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمناسبة الاعياد وتمضية العيد مع الكتيبة الفرنسية في الجنوب، ولكن، هل تمر زيارته لبنان مرور الكرام؟ وهل تقوم اسرائيل باجتياح لبنان مرة ثانية؟ وهل يسلم الحزب سلاحه؟ وماذا يحمل هوكشتين في جعبته؟ وهل من دوحة جديدة تحضر للبنان؟

اجتياح بري إذا لم...
وفي حديث لـVdlnews أكد الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي أن "هناك حملات تطال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من عائلات المستوطنين في مستوطنات المطلة، نهاريا، كريات شمونة وسواهم، وهم باتوا خارج هذه المستوطنات، منهم من هاجر من اسرائيل ومنهم من توجه الى العمق الاسرائيلي ما يعني انه يريد ان يسجل قفزة في عودة المستوطنين وتراجع الحزب من خلال عودتهم وتأمين الامن والاستقرار وهذا من خلال تطبيق قرار 1701 بتراجع حزب الله من جنوب الليطاني".
وقال: "معلوماتي تؤكد أن الموفد الاميركي أموس هوكشتين يسعى من خلال زيارته الى تل أبيب ولقائه بنائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في دبي إلى تأمين الاستقرار بناءًا على طلب اسرائيل والالحاح في هذا المجال".
وتابع: "هذا يحظى بموافقة ودعم من الرئيس الاميركي جو بايدن حيث ارسل موفده الشخصي هوكشتين الى تل ابيب، أما الآلية المتبعة وفق الاجواء المسربة تقضي بترسيم بري ومن ثم انتشار القوات الدولية في مزارع شبعا وكفرشوبا وتحديداً قوات أميركية وفرنسية على أن تثبت ملكية هذه المزارع لاحقاً حيث المتنازع عليها حالياً بين لبنان واسرائيل وسوريا".
وأضاف: "الى حين ذلك هناك سعي لعودة حزب الله من جنوب الليطاني، واسرائيل هددت وهذا ما نقله الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في زيارته لبيروت، والأمر عينه حمله هوكشتين بمعنى ان اسرائيل ستقوم باجتياح بري الى حدود الليطاني في حال لم يحصل حل سياسي لتامين امن المستوطنات".

الحزب لم ولن يتراجع!
كشف العريضي ان "حزب الله لن ينسحب عن الحدود مع اسرائيل بل سيبقى في اماكنه العسكرية لمواجهة اسرائيل وحماية قرى وبلدات الجنوب وأي انسحاب له من دون أي ثمن سياسي اوضمانات دولية هي قفزة بالمجهول".
وأردف: "كل هذه الامور تُحل في اطار التفاوض فوق الطاولة وتحتها وربما في وسطها بين ايران والولايات المتحدة الاميركية".
وتابع: "هناك حراك كبير تقوم به فرنسا والدول المعنية وهناك سعي لانتشار قوات دولية أما بالنسبة الى الانسحاب من مزارع شبعا وكفرشوبا والغجر فذلك يحتاج الى توافق من المعنيين بالملف اللبناني وتحديدًا واشنطن".
وأضاف: "بالنسبة الى القرار بالانسحاب فذلك سيكون مشروطاً من قبل حزب الله أي ان يكون هناك وضوح وصيغة متكاملة. ويُنقل أن هوكشتين عائد الى لبنان من اجل الترسيم البري كما كان الحال في الترسيم البحري عندما حلت المشكلة وكان هناك تفاوض كان قطبه حزب الله بطريقة غير مباشرة مع اسرائيل والولايات المتحدة".

نهاية سلاح حزب الله؟
اشار العريضي الى أن "البعض يقول إن قرار 425 طبق وكان التحرير في 2000 وبعد 2006 القرار 1701 لماذا يطبق؟ فهل ذلك يعني نهاية سلاح حزب الله وسيذهب سلاحه الى المستودعات أم يعاد الى ايران أو يسلم الى الدولة اللبنانية على غرار ما حصل بالميليشيات بعد اتفاق الطائف".
وأضاف: "ذلك سيأتي من خلال تراجع الجيش الاسرائيلي من الاراضي المحتلة وبالتالي ان يكون حزب الله قد حقق مكاسب كبيرة وسيقول لجمهوره من اللبنانيين: "انا استطعت تحرير في 2000 وفي حرب 2006 تمكنت من ارسال 1701 ومن ثم الترسيم البحري والآن سيقول أنا استطعت استعادة كفرشوبا ومزارع شبعا والغجر الى اهلهم واللبنانيين، بمعنى آخر اعدت الاراضي اللبنانية الى اصحابها".
وتابع: "في المقابل بالنسبة للسلاح وكل هذه المسائل مجتمعة ذلك سيأتي عندما تحصل التسوية الكبرى وتجلس الولايات المتحدة الاميركية وايران في اطار المفاوضات ومن الطبيعي سيكون هناك ثمن ديبلوماسي وسياسي لإيران وكما سيكون هناك مكاسب لحزب الله في هذا السياق".

ملف متكامل يحمله هوكشتين للبنان
رأى العريضي أن "هوكشتين سيحمل الى لبنان ملف الترسيم البري وحصل على اجماع بعد زيارته تل ابيب ومبحثاته في دبي مع بوصعب ومن خلال اتصالاته مع مسؤولين لبنانيين سيحمل معه ملف الترسيم".
وقال: "سيحمل معه ملفاً متكاملا أي اعادة مزارع شبعا وكفرشوبا والغجر الى اصحابها في حال كان هناك ترسيم وتثبيت الملكية للبنان وسوريا ولاسرائيل".
وأردف: "سنترقب وننتظر وبالتالي عملية الترسيم سترسي الامن والاستقرار وهناك حل متكامل وقد تكون الامور ملائمة".
وتابع: "طالما حرب غزة مشتعلة هناك ربط للميدان بين غزة والجنوب اللبناني لكن المساعي جارية لفصل هذا الملف اي الجبهة الشمالية لاسرائيل والجنوبية للبنان عن غزة".
وأضاف: "في حال استمرت الامور على ما هي عليه قد يحصل ما لم يحمل عقباه وتقوم اسرائيل بتنفيذ تهديداتها وضرب بيروت وتحويلها الى غزة جديدة كما يصرح اكثر من مسؤول اسرائيلي".
وأكد العريضي أن: "هذا الكلام اشار اليه مدير المخابرات الفرنسية برنارد ايمييه خلال زيارته الى بيروت حيث قال حذارِ حذارِ أن اسرائيل جدية في هذا المجال وليس لديها ما تخسره فعليكم الحذر".

الموضوع لم يطرح!
شدد العريضي على ان "لا الموفد الاميركي ولا الموفد الفرنسي ولا مدير المخابرات الفرنسية قد طرحوا اي موضوع يتعلق بتعديل قرار 1701 لانه قرار صادر عن مجلس الامن وهو بحاجة لاجتماع وحصول اكثرية لتعديله".
وقال: "هناك بحث عن صيغة ملائمة وإن خرجت بشكل طفيف عن هذا القرار لان المهم عدم اقحام لبنان في الحرب وبالتالي الامور لم تتبلور حتى الآن انما كل الاستحقاقات في الداخل، الرئاسية والامنية والعسكرية والدستورية، مرتبطة بالقرار 1701 حيث طغت نجوميته على كل المسائل والاستحقاقات الاخرى وبالتالي هو عنوان هذه المرحلة".

 دوحة جديدة
لفت العريضي إلى أن: ما قيل عن دور لحزب الله والذهاب الى "دوحة "2 وترسيم النظام السياسي فالمواجهات ستؤدي حكماً الى تنفيذ قرار 1701 كل هذه المساءل مطروحة للبحث ولكنها في معظم الاحيان لم تكن جدية وفيها الكثير من المبالغة".
وأضاف: "هناك تحالف اديولوجي عقائدي بين طهران وحزب الله".
وتابع: "أنا أستبعد ان يكون هناك دوحة 2 لان المجتمع الدولي لا زال متمسكا بالطائف وتنفيذه وتحصينه لضمان السلم الاهلي والمشكلة أن الاتفاق لم ينفذ".

 اذا تمت الزيارة ستحمل الكثير...
اعتبر العريضي أن: "زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا هي لتمهيد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقضاء عطلة العيد مع الكتيبة الفرنسية المنتشرة في الجنوب أو اجراء مشاورات مع المسؤولين اللبنانيين".
وأردف: "اذا تمت الزيارة ستحمل الكثير من الدلالة واما بالنسبة لكاثرين كولونا فهي تأتي بإطار تناغم لابعاد لبنان من صيغة الحرب والبحث في القرار 1701 واتمام الاستحقاق الرئاسي اي ضرورة تمرير الانتخابات الرئاسية لانه يمكن أن تطول الحرب على غزة، وقد تنعكس على لبنان وعلى دول المنطقة".
وقال: "لذلك أتى الموفد القطري الى لبنان مع دور اللجنة الخماسية وعند مجيء لودريان الى لبنان اجتمع مع الديوان الملكي السعودي في لبنان الدكتور نزار العلولا وهو على تنسيق مع السعودية واللجنة الخماسية".
وتابع: ما يجري اليوم هو تداول في الخيار الثالث وهذا ما طرحه لودريان وهوكشتين وهذا ما ستطرحه ايضا كولونا".
وأضاف: "هناك التركيز من قبل اللجنة الخماسية والسعودية والموفد القطري العلولا على اسم قائد الجيش جوزيف عون ومدير عام لامن العام اللواء الياس البيسري وحيث ارتفعت اسهمه بجملة اعتبارات كونه يرعى مؤسسة الامن العام بطريقة مثالية وقربه من الاطراف السياسية".
وأكد العريضي ان: "هناك بعض الاسماء التي طرحها النائب غسان سكاف خلال جولته الاخيرة لا تزال قائمة منها زياد بارود والمحامي ناجي البستاني وغيرهما ولكن المسألة اليوم تدور في الاروقة السياسية الخارجية والدولية على اسم البيسري وجوزيف عون".
ورأى العريضي انه "بالتوافق الدولي من الممكن ان يحصل انتخاب رئيس للجمهورية في أي وقت وكل هذه الزيارات تدور في هذا السياق".

اتفاق فرنسي سعودي
كشف العريضي أن: "زيارة السفير السعودي وليد البخاري البطريرك مار بشارة بطرس الراعي تأتي بمناسبة الاعياد وهناك علاقة متينة بين السعودية والبطريركية".
وأضاف: "عناوين الزيارة تحمل أكثر من دلالة وأكد البخاري للبطريرك ان السعودية وضعت وحددت المقاربات والمواصفات للمرشحين الرئاسيين ولكن لم تدخل في الاسماء ولا تضع فيتو على أي اسم بمن فيهم الوزير السابق سليمان فرنجية".
وتابع: "وثمة تطابق في وجهات النظر بين البطريرك الراعي والسفير البخاري والمملكة حريصة على لبنان من اي وقت مضى وعودة للبنان للعبة دوره".
وأردف: "هناك تنسيق فرنسي سعودي والسفير البخاري وضع الراعي فيما تقوم به المملكة من اجل دعم لبنان ومساندته في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها".

 انحسار الدعم الاميركي لاسرائيل
لفت العريضي الى انه: "لا اعتقد ان الدعم الاميركي سينحسر لإسرائيل مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 2024 لان اسرائيل هي اميركا واميركا هي اسرائيل".
وقال: "مع اقتراب الانتخابات الاميركية أي مرشح للرئاسة من قبل الطرفين الجمهوري والديمقراطي يدغدغ مشاعر الاسرائيلين باعتبار الناخب اليهودي له دوره في هذا الاستحقاق".
وأضاف: "ما حصل في الآونة الأخيرة أن هناك تبدلا في اللهجة الأميركية إزاء الوضع في إسرائيل خصوصا بعد مغالاة اسرائيل في جرائمها ومن حرب الابادة الشاملة وفقدان صواب الاسرائيلين خاصة نتنياهو".

وفي الختام، تبقى الانظار موجهة الى زيارة وزير الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا والرئيس الفرنسي والموفد الاميركي فهل نحن امام مرحلة جديدة ودستور جديد يحضر من قبل الدول المسيطرة على لبنان؟