"بقلبه الطيب وضحكته المشرقة كان يطل علينا من باب الصف، جدية لا توصف ورصانة معهودة بين الجدران الأربعة تنتهي صلاحيتها عندما يرن الجرس ليتحول أستاذ شربل الى صديق ممتع يضحك ويمرح معنا"، هذا ما قاله أحد طلاب المربي شربل بطرس، أستاذ الفيزياء، ابن الـ36 عاماً والذي رحل بالأمس من دون حتى الحصول على فرصة لوداع أقاربه وأحبائه وطلابه...
"كان شربل يعطي درسه في أحد الصفوف، عندما سقط أرضاً منذ 9 أشهر تقريباً، نُقل على الفور الى المستشفى وخضع للصور والفحوصات اللازمة ليتبين أن لديه بقع على الدماغ"، وفق ما روى أحد مصادر VDLnews.
وتابع المصدر: "اتُخذ القرار باخضاع شربل لعملية في الرأس للحصول على خزعة أو سحب ماء من الرأس هذه المعلومات بقيت غير مؤكدة، الا أن الخبر المؤكد وللأسف هو أن شربل دخل في غيبوبة خلال العملية ولم يخرج منها!".
"هذا المربي كان رجلاً طيباً وذكياً يعشق عمله وطلابه كانو يعشقونه، علق في الغيبوبة مدة 8 أشهر الى أن رحل بالأمس من دون أمل بالعودة"، وفق ما أوضح المصدر مضيفاً: "كان مخطوباً ومحبوباً وضحوكاً، عمل في مدارس عدة وتوسعت دائرته التعليمية بسبب براعته في عمله، لكنه للأسف اليوم رحل... لن يطل على أبواب الصفوف بنظرته الجدية والحنونة في آن، ولن يصدح صوته في الأروقة لكننا سنستمر في الصلاة له لأنه أصبح اليوم وبالتأكيد في مكان أجمل حيث لا سرطان ولا آلام ولا ظلم.... هناك في جوار الرب حيث السلام والحب والطمأنينة".
هكذا رحل شربل ابن بلدة عبيدات قضاء جبيل تاركاً خلفه الدموع والشوق للقاء أزليّ... المسيح قام!