المنطقة تغلي... إلى أين نحن ذاهبون؟
المنطقة تغلي... إلى أين نحن ذاهبون؟

خاص - Wednesday, June 24, 2020 8:39:00 AM

كريم حسامي

تتسارع وتيرة التطورات في العالم والشرق الأوسط حيث تتشابك لتصبّ في منحى واحد وهو تصعيد وتيرة الأزمات والانهيارات والحروب بشكل دراماتيكي ومخيف، خصوصاً من القرن الأفريقي إلى البحر الأحمر مروراً بمضيق باب المندب وهرمز وصولاً إلى البحر المتوسّط، من دون أيّ مسعى للحلّ السلمي.

بدءاً من ازدياد الاصابات والوفيات بكورونا مُجدّداً وإعلان منظمة الصحّة العالمية أنّ الفيروس بدأ مرحلة جديدة وخطيرة، شبيه بموجة ثانية في الصين والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا والشرق الأوسطية، ما أجبرها على إعادة إجراءات الحجر والعزل.

وبالتالي، تسوء الأزمة الاقتصادية ما ينتج إغلاق عدد من المتاجر والمؤسّسات مثل متاجر "آبل" في أميركا بعدما فتَحت أبوابها منذ أسابيع، ما يؤكد نظرية "الفتح الوهمي" للاقتصاد وعدم صحّة تحسُّن الاقتصاد. 

توازياً تعرّضت أوستراليا لهجوم سيبرالي كبير، حيث وصف رئيس الوزراء سكوت موريسون الهجوم بالمتطوّر، وأنه "يستهدف المنظمات الاوسترالية عبر مجموعة من القطاعات بما في ذلك كل مستويات الحكومة والصناعة والسياسة والتعليم والصحة ومقدمى الخدمات الأساسية ومشغلى البنية التحتية الحيوية الأخرى". 

أما في ما يتعلق بأفريقيا مروراً بمضيق باب المندب وهرمز وصولاً إلى البحر المتوسط، فحدّث ولا حرج:

أولاً، في أفريقيا حيث تغلي ليبيا على وقع الحروب بين جيشين مدعومَين من أطراف إقليمية ودولية تتقاتل على أراضيها لبسط نفوذها والسيطرة على مواردها. هذه الأطراف أرسلت جيوشها من أجل حماية ما تسمّيه مصالحها الجيوسياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها، مثل تركيا وأميركا وروسيا وتهديد مصر بذلك.

ثانياً، تطوّر يحدث للمرة الأولى حيث قصَفت إثيوبيا الأراضي السودانية هذا الأسبوع وإعلان القوات المسلحة السودانية الإثنين والثلثاء صدّ هجمات لقوات إثيوبية على موقع الأنفال بالضفة الشرقية لنهر عطبرة وبالتحديد في منطقة الفشقة. فضلاً عن توتّر العلاقات السودانية-المصرية-الاثيوبية بسبب سدّ النهضة والتهديد بمزيد من التصعيد والحرب إذا حصل أي تصرّف أحادي.

ثالثاً، الحرب الأميركية والإسرائيلية-الإيرانية التي تمتد في كل ساحات الشرق الأوسط.

6 أيام فاصلة لكشف طبيعة القرار الإسرائيلي بضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن في وقت تنشط المساعي لوقف هذه الجهود أو البدء بالضم عبر خطوات صغيرة، والاحتمال الأخير هو المُرجّح حيث يُتوقّع ضمّ 30 بالمئة أو أقل الشهر المقبل. هذه الخطوة ستتسبّب بمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة وردّات فعل عنيفة.

إضافة إلى اهتزاز العلاقة الأردنية-الإسرائيلية وتصعيد "جماس" ردودها العسكرية، في وقت تتصاعد وتيرة الطلعات الجوية الإسرائيلية في كل أجواء لبنان بشكل كثيف جدّاً، تزامناً مع استمرار قصف المواقع الإيرانية في سوريا التي دخلت مع لبنان عصر "قيصر" مُغيّر أسس الدول.

إلى ذلك، شنّ تركيا حملة عسكرية على حزب العمال الكردستاني في العراق.

رابعاً، التصعيد العسكري مُجدداً في اليمن، خصوصاً من الحوثيين تجاه السعودية مع إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ مقابل استمرار التحالف العربي بقصف البلد في وقت تزيد الانقسامات بين السعودية والإمارات من جهة وتركيا وقطر على الأراضي اليمنية.

خامساً، تزايد النقمة الشعبية في إيران على خلفية الازمة الاقتصادية الخانقة جراء العقوبات وكورونا الذي يعاود نشاطه، فيما أعلن الحرس الثوري نيته إقامة قاعدة عسكرية دائمة في المحيط الهندي.

سادساً، عودة التوتر على الحدود بين الهند والصين بعد اشتباكات بين الجيشين للمرة الأولى منذ نحو 30 سنة أدت إلى مقتل وجرح عدد كبير من الجنود من الطرفين.

سابعاً، عودة التوتر بين الكوريتين الشمالية والجنوبية والتهديد "الشمالي" بالحرب وإنهاء الوحدة التي تحققت منذ عام. 

إلّا أن أهم هذه التطورات هو التصعيد الخطير في سوريا ولبنان وتلميح أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله إلى إمكان خوض حرب للهروب من "قيصر" والانهيارات التي تحصل، وفق ما أشار اليه خبراء وديبلوماسيون. وأضافوا أن "نصرالله قال إنه سيُقاتل الأميركيين حتّى الموت وأنّ هناك أمراً ما منتظر لن يٌفصح عنه ويتركه للمرحلة المقبلة بعد نشر فيديو لصواريخ الحزب الدقيقة موجهة نحو إسرائيل مع وضع لائحة بأهداف عسكرية إسرائيلية"، فماذا قصد "حزب الله" بهذه الرسالة؟ تخويف الإسرائيليين في وقت أصبحت تحاصره الانهيارات من كل الاتجاهات أو التفكير بالانتحار العسكري عبر فتح جبهة كخيار أخير لمواجهة الضغوط والتخفيف عنه وإيران لاحقاً؟ الأسابيع المقبلة مفصلية..

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني