لم يمض وقت طويل على غياب الموفد الأميركي آموس هوكستين عن لبنان حتى ظهر فجأة في مطار بيروت، وتوجه رأسا للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فما هدف هذه الزيارة وماذا يحمل في جعبته؟ وهل الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة ستكون سببا لوقف النزاع بين لبنان وإسرائيل؟ وهل تنتج القمة العربية موقفا موحدا؟ وهل جولة ميقاتي للدول العربية مثمرة؟

ماذا يحمل هوكستين في جعبته؟

وفي حديث لـVdlnews كشف المحلل السياسي فيصل عبد الساتر انه "ليس هناك اي سبب معلن لزيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين الى بيروت سوى انها تاتي في سياق التحركات الاميركية في المنطقة على ايقاعات ما يحدث وعلى ايقاعات العدوان على غزة".

وأضاف: "الاميركيون لا يريدون توسيع الصراع في المنطقة وهذا الامر أبلغ به الكثير من الدول العربية ومنها لبنان عبر بعض المسؤولين".

وأردف: "تأتي زيارة هوكستين لتؤكد وجهة النظر هذه ان الاميركيين لا يريدون توسعة الحرب على الجبهة اللبنانية، ونحن نعتقد أن من يريد الا يوسع الحرب عليه ايضاً ان يضغط على الجانب الاسرائيلي لأن يكون هناك وقف العدوان على غزة وعلى لبنان".

وقال: "سيسمع هوكستين من المسؤولين اللبنانيين هذه الرسالة ولكن لا ندري اذا كان يحمل شيئاً آخرله علاقة بالاسرى وعلاقة ما يجري في غزة وربما تكون القضية اوسع بكثير من ان تكون رسالة محددة في هذا الاطار".

الحدود البرية

 واعتبر عبد الساتر أن "الوقت غير مناسب باعتقادي لطرح ملف الحدود البرية، وسبق للبنان ان رفض ما كان مطروحا بطبيعة الحال، وهوكستين عرض هذا الامر في المرات السابقة قبل ان يكون هناك تصعيد".

توسع الحرب في الجنوب

وأكد عبد الساتر أن "الامور مرهونة بالتطورات في غزة، وكل الخيارات مفتوحة على الطاولة، ومن يراقب التطورات على الحدود يدرك تماماً ان حالة التدرج في التصعيد قائمة خصوصاً بعد المجزرة التي راحت ضحيتها الجدة وثلاثة اطفال".

وأضاف: الجريمة التي ارتكبها العدو هي كسر لكل الجبهات ولا يمكن السكوت عنها بأي شكل".

خطاب يوم الشهيد

وفي سياق متصل، رأى عبد الساتر أن "خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السبت المقبل هو خطاب سنوي تقليدي يأتي في إطاراحتفال بيوم شهيد حزب الله وهي الاهم".

وأردف: "أعتقد ان الخطاب الثاني سيأتي على ايقاع أكثر سخونة وخيارات ربما ان تكون اكثر مطروحة".

وقال: "اسرائيل اصيبت بزلزال كبير اثر طوفان الاقصى وهي تريد ان تستعيد أي شيئ من هذه الهيبة التي فقدت بالكامل، وهي استعانة بالاميركي والغربي وهي الآن تنتقم وهذا لا يستثنى الساحة اللبنانية من مثل هذا الجنون".

العائق السياسيي لوقف الحرب على غزة

وأشار عبد الساتر الى ان "الجنون الاسرائيلي المتواصل والدعم الاميركي اللا متناهي هي التي تغطي هذا العدوان ولا تريد وقفا لاطلاق النار ولا وقفا للعدوان، وأميركا تبرر لاسرائيل كل هذا القصف".

واردف: "اميركا تعرف انها لن تستطيع ان تحقق الاهداف المرجوة وبالتالي سوف تتراجع لكن بعد تدمير قطاع غزة بشكل كامل".

وأضاف: "العائق هو اميركي والكذب والنفاق الاميركي وهناك رسائل بأنهم لا يريدون توسعة الصراع ومن ثم يدعمون الاسرائيليين بكل ما للكلمة من معنى".

وقال: "الواقع العربي المرتهن الضعيف ليس فيه أي شيىء من القوة، بل اعطى الاميركي المزيد من اطلاق اليد".

القمة العربية في الرياض

واكد عبد الساتر انه "من يقرأ واقع العرب لا يحتاج الى ان يتفاءل فهو سيغرق بتشائم بطبيعة الحال، وربما العرب هم سبب بما يجري لانهم اعطوا الاسرائيلي المزيد من الدفع ومزيدا من الدعم لهرولتهم الى التطبيع مجاناً دون ان يكون هناك حتى مراعاة للشعارات التي رفعوها في موضوع حل الدولتين".

وأضاف: "كل هذه الشعارات التي رفعها العرب اصبحت خلف الظهور واسرائيل الآن تتقدم الى الامام وهي تريد ان تهجر ابناء غزة وتغير الواقع السياسي في القطاع".

جولة ميقاتي

واعتبر عبد الساتر أن "مواقف الرئيس ميقاتي كانت جيدة حتى الآن ولكن الدبلوماسية اللبنانية هي ديبلوماسية ضعيفة بقياس الحركة الدبلوماسية العامة".

وأضاف: "اذا ما وضعت هذه الدبلوماسية بعين الاعتبار قوة المقاومة في لبنان نعم، نستطيع أن نقول انها قادرة على ان تفرض نفسها ولكن اذا حاولت دائماً أن تتبرأ من حالة المقاومة بطريقة أو بأخرى، واعتقد انها ستزيد من ضعف الدبلوماسية ضعفا إضافيا".

وتابع: "تصريحات ميقاتي من العاصمة الاردنية كانت تصريحات جيدة ليبنى عليها ولا ادري اذا كان سيكمل بهذا المسار او انه سيتراجع".

وأضاف: "اليوم كان هناك لقاء بين الرئيس نبيه بري والرئيس ميقاتي لربما تدارسا الوضع بشكل جيد وهما بذلك يحصّنان الواقع اللبناني بالاضافة الى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب".

وقال: "هذا الثلاثي عليه مسؤلية كبيرة ومن المفترض ان يكون هناك مواقف جامدة في هذا الاطار كما أنه من المفترض ان يواجه هوكستين بهذا النوع من المواقف السياسية الصلبة، ولا يجب ان يكون هناك خنوع وتراجع من لبنان عن مطالبه الاساسية".

في الختام، يبدو ان المنطقة متجهة نحو التهدئة فهل يكسر هوكستين التوقعات ويفتح ملف التنقيب عن النفط في لبنان؟ وهل من اجتماع لحل موضوع الاسرى الاسرائيلين؟