هل يمكنك أن تتخيل نفسك يوماً من دون رجل أو يد؟ هل فكرت ولو لمرة أن حواسك الخمس ممكن أن تكون مهددة بسبب حادث تتعرض له فجأة فيحرمك من حياتك الطبيعية؟
أعتقد أن الاجابة واضحة: لا! مستحيل أن تتخيل نفسك في موقف مشابه، الى أن يحصل معك لا سمح الله.
هذا تماماً ما حصل مع الشاب جيريمي ميلكونيان ابن الـ25 ربيعاً، والذي خسر رجله في حادث مروّع تعرض له منذ 6 أشهر، في 28 كانون الأول 2019.
جيريمي روى في تقرير مصوّر لـ"سطوح بيروت" قصته، بهدف جمع تبرعات من الناس ليتمكن من الخضوع لعملية جراحية يحصل من خلالها على طرف اصطناعي، فيتمكّن من بعدها التحرك ومزاولة عمله من جديد.
وفي التفاصيل، جيريمي يعمل كمدرب رياضي، ويمكنكم من البديهي أن تتخيلوا ماذا حلّ به من أوجاع جسدية ونفسية بعد هذا الحادث.
وروى الشاب العشريني قصته قائلاً: "وقع الحادث في منطقة الضبية، في 28 كانون الأول من العام الفائت، كان الطقس ممطراً والطرقات في لبنان حدث ولا حرج. بسبب حادث في احد اطارات السيارة اضطررت للتوقف جانباً ومحاولة تغييره، الا أنني تفاجأت بسيارة مسرعة دهستني وعلقت بين السيارتين".
تابع جيريمي: "اكتشفت بعد حين أنه كان يستخدم الهاتف وأن نسبة الكحول كانت عالية في دمه... في بادئ الأمر، كان السائق قد وقع تعهداً في المغر يؤكد من خلاله أنه سيتكفل بكل علاجي، الا أننا بعد فترة اكتشفنا أنه أصبح في أميركا، وأهله أكدوا أنهم سيدعموننا ولكن بشروطهم، التي تقتصر على كلفة المستشفى ونسبة بسيطة من العلاج بعده... ولكن الواقع أن الرجل الاصطناعية التي أنا بحاجة لها تكلّف 35 ألف دولار لأتمكن من متابعة حياتي ومسيرتي المهنية بشكل طبيعي".
وأضاف جيريمي: "على الصعيد الصحي، خسرت رجلي وخضعت لعملية في ظهري لأن خرزتان كانتا مكسورتين فيه، كما كسرت رجلي اليمنى ولم أتمكن من تحريكها الا بعد العلاج الفيزيائي.... أما على الصعيد المهني فقد خسرت عملي... هذا وتكفيني دموع أمي التي لم تجفّ على حالي!".
وأكد الشاب أن "الأطباء أعطوني مهلة سنة ونصف لأتمكن من المشي مجدداً الا أنني وقفت على رجلي بعد شهر وأسبوعين بالرغم من أن رجلي كانت مكسورة... لكنني لن أتمكن من القيام بأي شيء بحياتي قبل أن أحصل على الطرف الاصطناعي الذي أحتاجه".
وللتمكن من مساعدة هذا الشاب اليافع، يمكنكم الاتصال على 03148901 كما يمكنكم ارسال رسالة فارغة على 1104 للتبرع بـ 5000 ليرة.
وبحماس قال جيريمي: "أن أتمكن من المشي بعد مرور 6 أشهر على الحادث يعتبر حلماً تحقق".
ووجه رسالة الى كل شخص "يشرب الكحول ثم يقود سيارته أو يستخدم الهاتف خلال القيادة"، مشدداً على أنه "اذا لم تكن حياتكم تهمكم، فعلى الأقل انتبهوا على حياة الآخرين، اليوم أنا من دون رجل وغداً يمكن أن يصبح شخصاً آخر من دون يد.... والأهم هو أن تقفوا بالقرب ممن دهستم".
وأضاف: "لكل شاب وصبية أقول: لا تفقدوا الأمل وان لم تكن على قدر حلملك ستقع، لذلك الأهم دائماً هو الارادة... الحياة لا تتوقف عند مشكلة... وأنا انكتبت لي حياة جديدة".