فؤاد سمعان فريجي
جولة على مواقع التواصل الاجتماعي تكفي لمعرفة في اي وطن تعيش، ومن هم سكان هذا البلد.
سيل من المشاهد والفيديوهات والانحطاط الفكري، حيث تختلط المذهبية بالطائفية لتولد كوكتيل من الحقد تتجرعه اجيال فالتة من عقالها لتولد الفوضى والتطاول على المقامات والمقدسات!
لا اعرف من هو المستفيد من كل ما يحدث؟ الاختلاف السياسي شرط من القواعد الديمقراطية، لكن لغة الشتم واللعب على وتر الأديان والمذاهب هما جريمة في بلد الموزاييك والألوان .
لقد دفع لبنان في العام ١٩٧٥ نتيجة الصراع الاقليمي فاتورة باهظة الثمن تم تسديدها من بحر الدم وروائح المجازر والكلفة الكارثية لا يتصورها عقل عاقل، وفقط لمن لا يعرف من جيل الأنترنت والرؤوس الحامية هذا حصاد ما اقترفه المدفع واسياد الدمار في حق لبنان: ١٥٠ ألف قتيل و٣٠٠ ألف جريح ومعوق، و١٧ ألف مفقود.
وتهجّر أكثر من مليون نسمة في بلد كان عدد سكانه ثلاثة ملايين، ونزوح اكثر 600 ألف شخص من 189 بلدة وقرية مسيحية وإسلامية، أي ما يعادل 21.8% من مجموع السكان.
كما قدرت خسائر الحرب المباشرة التي أصابت رأس المال الإنشائي والتجهيزي في القطاعين العام والخاص بنحو 25 مليار دولا أميركي.
هل قرأتم ؟ في خلال سنتين ماذا حصل، إذاً اوقفوا فوراً الخطابات التجييشية، وكل فريق يضبط جماعته ويُقفل هاتفه خارج حدود رأس الناقورة والنهر الكبير، اي الحدود الجغرافية اللبنانية .
وجعنا واحد لا يُفْرَق بين عباس من البازورية او جورج في الأشرفية، ام عمر في طرابلس، او حسين في الضاحية او محمد في بعلبك والياس في زحله!
كفى دموعاً في هذا البلد، لا نريده وطن القبر المفتوح ولدينا قيادات تملك من الحكمة ما يكفي.
لن نعود الى تاريخ المآسي الذي ما زال شاهداً على جدران بيروت والجبل التي كانت مسرحاً للنار، المطلوب حملة توعية وطنية، تضع حداً لبعض الموتورين الذين لا يبالون بعواقب الكلام ومسبباته.
كما اطالب مجلس الوزراء باتخاذ قرار سريع باعادة التجنيد الاجباري الذي لعب دوراً كبيراً في نفوس الشباب الذين خدموا في مؤسسة الشرف، وهذا ما لمسته يوماً خلال محاضرة في العام ٢٠١٧ كُنتَ من المحاورين فيها.
إذاً، اوقفوا مروجي الشائعات وأصوات وفيديوهات التحريض التي تمس بالرموز اللبنانية والقيادات الحزبية، هناك من يتربص بِنَا حاملاً عود الثقاب وآخر فتيل الفتنة، لا تقعوا!!
هناك من يُرِيد ان يأخذ نظرنا الى المكان الخاطئ ويشغلنا ببعضنا، بينما هدفنا الأساس ملاحقة الذين نهبوا البلد وشوهوا سمعة لبنان السياسية والاجتماعية، ١٠٠ مليار دولار ديون الآف العاطلين عن العمل وجهنم الغلاء ومستقبل غامض، تعالوا نتحد لنهزم ( براقش ) التي تسللت خلسة الى الجسد اللبناني المُشلع بفضل مقاولي الحروب وحراس الفتن.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا