أهلاً وسهلاً بكم في لبنان، حيث أصبح الموت الخيار الأسهل والوحيد، فحتى غريزة البقاء لم تعد كافية لتمنح الشعب اللبناني الأمل والرغبة بالكفاح على أمل الحصول على حياة ولو كانت شبه كريمة.
أخبار الانتحار في لبنان بدأت تصبح شبيهة بأخبار الوفاة الناتج عن حادث سير، وأصبح الرجال يحرقون أنفسهم بالدزينة لأنه لم يعد بمقدورهم أن يعيلوا عائلاتهم، ومنذ أيام 1000 ليرة وديون متواضعة كانت كفيلة بأن تدفع ناجي الفليطي ليعلّق نفسه في حبل المشنقة ويصدر حكم الاعدام لنفسه بنفسه.
واليوم، ضحية جديدة، ولكن هذه المرة باطلاق نار، داني أبو حيد أسلم الروح منذ بعض الوقت في منطقة النبعة، وفق ما أكدت مصادر أمنية لموقع VDLnews، "هو ابن الـ40 عاماً، ومعيل أهله، توجه الى عمله صباحاً حيث تم اطلاعه على قرار فصله عن العمل، فما كان من داني الا أن عاد الى المنزل، وبسلاح الصيد الموجود هناك أطلق رصاصة على رأسه أردته قتيلاً فوراً... هكذا انتحر داني".
ووفق ما نقلت المصادر الأمنية لموقع VDlnews، فان "ملف التحقيق بالحادثة أصبحح بعهدة مخفر برج حمود، والتحقيقات جارية الا أن سبب الوفاة واضح".
والداه عاشا صدمة رهيبة، في أحد مقاطع الفيديو تظهر مشاهد نقل جثة داني من منزله من قبل الصليب الأحمر اللبناني، وسُمع صوت الوالدة وهي تصرخ بحرقة هائلة: "يا امي لي عملت هيك"، في حين ترجمت صرخة الوالد الأنين والألم عندما قال: "كان يفوت من الباب يهدو ليش عمل هيك؟".
داني أبو حيدر، استسلم للوضع الاقتصادي والظروف الصعبة، وأصبح ضحية البطالة والفقر والعوز، داني رحل لأن ما بقي باليد حيلة، ضعفت عزيمته واختنق الأمل بداخله... وكيف يبقى ويعيل نفسه ووالديه في هذا البلد الذي لم يترك للناس نقطة أمل للاستمرار.