بين القبول والرفض والموافقة والاستفزاز يتأرجح واقع العلاقات المثلية في لبنان. ومهما حاول المجتمع التعبير عن رفضه سيبقى هكذا نوع من العلاقات موجودا في مجتمعنا.
خير دليل على هذا الأمر، كان انتشار فيديو ليل أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن شابة لبنانية احتفلت بخطوبتها من شابة فليبينية في منطقة طبرجا الكسروانية.
وتظهر في الفيديو الشابتان وهما ترتديان المحابس وتتبادلان القبل وتقطعان قالب الحلوى.
جيسيكا أبي رعد، ابنة الـ 41، تحدت مجتمعها وخطبت جاين (33 عاماً)، وأكدت في حديث لموقع VDL News: "عملت يلي حسيت اني لازم أعملو".
وعن انتشار الفيديو وردود الفعل التي استتبعها، قالت جيسيكا: "من صوّر الفيديو كان موجوداً في السهرة ولم يرسله لأحد بداعي السخرية".
وأضافت: "يمكن القول أن أول 20 شخصاً تداولوا الفيديو كانت نيتهم طيبة، الى أن بدأ بعض الناس الذين "لا يمكن وصفهم" بتناقله بطريقة مزعجة، وهكذا أصبحت حياتي الشخصية لعبة بين يدي المجتمع".
وتوجّهت جيسيكا الى الساخرين والمنتقدين بالسؤال: "من يتصرف بهذه الطريقة لو عكس الواقع وفكّر بأن المجتمع تصرف معه بالطريقة نفسها هل كان ليقبلها على نفسه؟".
ورداً على سؤال حول تقبل مجتمعهما الصغير لعلاقتها وجاين، أكدت جيسيكا أن "النسبة تتراوح بين 50% قبول و 50% رفض".
وتابعت: "هناك أشخاص تقبّلوا علاقتنا وهناك من هاجموها، لكن هذا الأمر لن يهزّنا لا أنا ولا جاين بل بالعكس، سنصبح أقوى ولا أظن أن هذا الأمر سيفرق بيننا".
وعن موقف أهلها من خطوتها وميولها الجنسي، قالت: "أهلي لم يكونوا في الخطوبة وكنا مع أصدقائنا، إلّا أنهم أكدوا لي أنني حرّة ويمكن أن أفعل ما أريد، وهم نصحوني بأنه يجب أن آخذ بعين الاعتبار أنني أعيش في مجتمع لا يتقبل هذا الوضع".
ولفتت جيسيكا الى أنها حزينة بسبب ردة فعل الناس وبالطريقة التي تفاعلوا فيها مع الفيديو وكيف تناقلوه وكيف تسرّب، قائلة: "هذا الأمر ضايقني لأنه سيؤثر على أهلي، وهم وقفوا الى جانبي خصوصاً انني ابنتهم بالنهاية، ولكن يبقى الأمر مزعجاً لأنهما أصبحا مضطرين لتحدّي المجتمع أيضاً".
وعن خططها المستقبلية مع جاين، أكدت جيسيكا أن هذه الخطط لا تشمل بقاءهما في لبنان "لأننا سنعيش في مكان نكون فيه على سجيّتنا ونعيش فيه براحة وحرية حيث يتقبلنا الآخرون".
الى ذلك، تمنّت جيسيكا "أن يصل مجتمعنا الى مرحلة يتقبل فيها جميع الناس بعضهم بعضاً من دون الانتقاد بطريقة محطمة، لأن لا أحد أفضل من أحد والجميع لديه مشاكل في منزله أكبر من تلك التي يتكلم عنها في الخارج".
وختمت جيسيكا بالقول: "على كل انسان أن يهتم بشؤونه وبعائلته وبالطريقة التي يربي فيها أولاده ولنتقبل بعضنا ولنتخلى عن الانتقادات اللاذعة".