يمرّ لبنان بكثير من الصعوبات على جميع الاصعدة الامنية والاجتماعية والاقتصادية. والمسيطر الآن على الاجواء هو المناوشات القائمة في الجنوب بين حزب الله واسرائيل، ولم يمر يوم واحد الا ويقصف حزب الله مراكز ودبابات أو اجهزة تنصت تابعة لجيش العدو الاسرائيلي، فيقابله الرد من الجانب الآخر. ويبقى السؤال الوحيد الذي يسيطر على الاجواء هو "في حرب"؟ وهل لبنان قادر في ظل هذه الازمات على ان يدخل الحرب؟ وهل سنشهد حرباً مماثلة لحرب 2006؟ وهل من لقاء بين جعجع وباسيل؟ وهل ستؤدي جولة باسيل لرؤوساء الكتل الى نتيجة؟
وفي حديث لـ Vdlnews أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متّى، أن قائد الجيش يقوم بدوره بشكل صحيح على شتّى المستويات، ومن ناحية ثانية هناك فراغات كبيرة في الدولة وفي عدة مراكز حسّاسة.
وأضاف: "نحن مقبلون بعد شهرين على فراغ في المؤسسة العسكرية، وهذا خطر كبير على البلد، من هنا نحن كتكتل الجمهورية القوية نقوم بدراسة هذا الوضع بتأن ومسؤولية على جميع الاصعدة وسيكون لنا موقف من هذا الموضوع، آخذين بعين الاعتبار الظروف الخطيرة التي يمر بها لبنان".
وتابع: "في جلسة انتخاب اللجان ومكتب المجلس رأينا أنه من الواجب المشاركة في انتخاب اللجان ومكتب المجلس حرصا منّا على المحافظة على تكوين السلطة فعمل اللجان ضروري وواجب".
وأردف، "في النهاية الموقف الوطني هو الأهم، والمصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار".
وفيما يخص جولة جبران باسيل على القادة السياسيين:
اعتبر متّى ان "جولة جبران باسيل هي جولة فولكلورية شعبوية. فهو تارة يخوّن الجميع، وطورا يبادر إليهم وفق مصالحه، ويوماً بعداء لهم، واخر بصداقة وفق المصلحة أيضا".
وفي سؤال عن زيارة باسيل لفرنجية قال: "جبران باسيل وسليمان فرنجية يختلفان على شيء واحد وهو رئاسة الجمهورية، وهما ينتميان الى محور واحد وهو محور الممانعة لأنه مصدر قراراهما ومصلحتهما".
وأضاف: "جميع الكتل النيابية صرّحت أنها تفضل تحييد لبنان عن هذه الحرب الدامية والصراع القائم، فما من فضل لأحد لإقناع أحد وما من ضرورة لأن يقوم أحد بهذه الجولة والشعبوية الذي قام بها باسيل من أجل الإيحاء وكأنه القادر الوحيد على الربط ما بين مختلف الأطراف".
وكشف متّى في حديث لموقعنا VDLNEWS، أنه "إذا كانت مصلحة باسيل تقتضي بانتخاب سليمان فرنجية للرئاسة فسيفعلها لأنه دائماً يتّبع سياسة المحاصصة والصفقات".
وأردف، "لو كانت مصلحة الوطن بالنسبة لباسيل هي من أولوياته لما عاد ودخل في الحوار مع حزب الله ممنناً باستعداده للتضحية بست سنوات من مستقبله السياسي وانتخاب رئيس للجمهورية، مقابل اللامركزية الموسعة الموجودة أصلا في اتفاق الطائف، والصندوق الائتماني الذي يمكن أن ينجز في مجلس النواب".
أما بالنسبة لزيارة باسيل لمعراب
قال متّى: "بغض النظر عما إذا طلب باسيل لقاء من سمير جعجع أم لا، فلقد توافقنا في المعارضة على أن تكون قنوات التواصل بيننا وبين باسيل، هي نفسها التي اتبعت في التقاطع على أزعور.
وعن الحرب مع إسرائيل
رأى متّى ان "كل المعطيات على الارض تدل على امكانية نشوب هذه الحرب، إلا إذا تبدلت الأولويات لدى حزب الله من الولاء والانصياع للأوامر الإيرانية إلى الولاء للوطن، أو إذا تحلت قيادته بالحكمة واقتنعت بالفارق الكبير في موازين القوى".
وتابع: "الجميع يعرف أن لبنان لا يحتمل تبعات الحرب خاصة في هذه الفترة بالذات".
وأردف: "نحن اليوم في حالة حرب. فالمناوشات التي تحدث على الحدود بين حزب الله واسرائيل لها تداعياتها على البلد، بدءاً من تراجع حركة الملاحة في المطار، والتريث من قبل الانتشار في حجز تذاكر السفر إلى لبنان في الأعياد القادمة، وتباطئ الحركة الاقتصادية التي كانت قد تحسنت بعض الشيء، إلى الشركات العاملة من الخارج والتي خفضت أعداد موظفيها، والعمل السياسي المشلول، وغيرها وغيرها … لذلك على حزب الله عدم إقحام لبنان في مشاريعه الخارجية، فاليوم السيد حسن يعلم وليس كحرب تموز 2006 عندما لم يكن يعلم".
وأضاف: "في عام 2006 كانت جميع الدول العربية متعاطفة مع لبنان حيث وضعت كل امكانيتها لإعادة بنائه أما اليوم "ما حدا رح بيطلع فينا" على قاعدة “قلعوا شوكن بإيدكن"، فهناك الكثير من التحذيرات والتنبيهات والنصائح للبنان، ولحزب الله بعدم الدخول في الحرب".
وتابع: "من ناحية أخرى للحرب تحضيراتها ولا تنحصر بالعتاد والسلاح والصواريخ فقط، إنما واجب تحضير اللبنانيين نفسيا ولوجستيا ومعنويا، فما من مخزون لدى اللبنانيين ولا حتى للدولة بالأدوية والمواد الأولية والفيول والمحروقات والطحين والمواد الغذائية وغيرها … فعن أي حرب نتكلم".
وختم: " على حزب الله أن يستعيد رشده وولائه للوطن وعلى الدولة تحمل مسؤولياتها واستعادة هيبتها وسيادتها وقراراتها وخاصة قرار الحرب والسلم على أن تكون القوات المسلحة اللبنانية الوحيدة الفاعلة على أرض الوطن والممسكة في زمام الأمور "، وعكس ذلك سينهار البلد أكثر وأكثر "وإذا كان باقي بعد كم شخص بهالبلد فرح يفلّوا".
في المحصلة، لبنان اليوم يقبع في منطقة تغلي وعلى شفير الحرب، فإن فرضت الحرب على البلد، هل ستكون الدولة حاضرة لتلبية احتياجات "النازحين اللبنانيين"؟ وكيف للخطط التي وضعتها الوزارات أن تكون فعالة بظل عدم وجود "ليرة" في ميزانياتها؟ وهل لبنان يتحمل المزيد من الحروب؟!