في الوقت الذي كانت القاهرة تستضيف قمة دولية واقليمية بمشاركة ما لا يقل عن 30 دولة عربية واجنبية تحت عنوان السلام، كان العدو الاسرائيلي يواصل قصفه لغزة موقعا المزيد من الشهداء والجرحى في اطار مسلسل المجازر والتدمير الممنهج الذي بدأه ويستمر فيه من اسبوعين للقطاع واهله، وعلى وقع الحديث المتكرر للقادة الصهاينة عن التحضير لخوض معركة برية مع المقاومة بهدف اجتياح غزة وتدميرها لتمرير مشروع تهجير الفلسطينيين واحداث نكبة جديدة للشعب الفلسطيني.
ووفقا للمواقف التي سجلت داخل هذه القمة وخارجها وللاتصالات الناشطة على غير محور، فان الاجواء لا تؤشر حتى الان الى احتواء الوضع المتفجر قريبا او الى استبعاد توسع الحرب الى جبهات اخرى، وفي مقدمها جبهة لبنان التي تشهد مواجهات يومية بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي على محاور القطاعات الثلاثة: الغربي والشرقي والاوسط.
ووفقا للاوساط المراقبة، فان نجاح احتواء الانفجار الكبير وتوسع الحرب مرهون بمصير العملية البرية الاسرائيلية ضد غزة التي يتحدث عنها العدو منذ عملية طوفان الاقصى، وحجم هذه العملية حيث تتعدد السيناريوهات المتداولة عنها.
واذا كانت قمة القاهرة قد ركزت على تأمين المساعدات الانسانية ورفض تهجير الفلسطينيين والعمل على التهدئة تمهيدا لوقف النار، فان الخلافات بين المشاركين فيها، خصوصا بين المجموعة العربية والدول الاوروبية المشاركة، حالت دون صدور بيان ختامي عنها واستبداله ببيان لرئاسة القمة. وذكرت مصادر دبلوماسي ان الخلاف حصل بسبب اصرارالاميركي والاوروبيين على جملة « حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها» وادانة صريحة لحماس.
في هذا الوقت واصل، العدو الاسرائيلي الحديث عن التحضير لاجتياح غزة، لكن تاخير العملية التي يلوح بها تكشف، حسب مصدر سياسي لبناني مطلع، عن تهيبه وتخوفه من نتائجه بعد ان اثبتت المقاومة في غزة قدرتها واستعدادها للمعركة البرية، وكذلك بسبب المخاطر المؤكدة التي ستواجهه جراء توسع رقعة الحرب، لا سيما ان حزب الله مستمر في المواجهة مع العدو على الحدود الجنوبية حيث اكد نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم امس بالقول « نحن اليوم في قلب المعركة، ونحقق انجازات فيها».
واضاف « نحاول اضعاف الاسرائيلي كل يوم، ونحن معنيون وجزء من هذه المعركة، وليكن واضحا كلما تتالت الاحداث ونشأ ما يستدعي ان يكون تدخلنا اكبر سنفعل ذلك».
وفي هذا الاطار، ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت ان تقييمات استخباراتية اسرائيلية تؤكد ان حزب الله سينخرط في الحرب اذا تم اجتياح غزة.
وقال مصدر مطلع لـ«الديار» امس ان التطورات في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة توحي ببعض الاشارات الايجابية لمحاولة تجنب توسع الحرب، لكن الامر مرهون بالتطورات في غزة وما يمكن ان يقدم العدو عليه في ما يتعلق بمحاولة اجتياحه لغزة.