نداء الوطن
لم تهدأ جبهة الجنوب نهار أمس، واشتدت ليلاً، فمع تقدم ساعات المساء، كان القطاع الغربي من الجبهة، ولا سيما محيط علما الشعب والضهيرة وعيتا الشعب يتعرض لقصف اسرائيلي عنيف مترافقاً مع إلقاء قنابل مضيئة. وقال «حزب الله» في بيان أصدره ليلاً إنّ مقاتليه قاموا «باستهداف قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة برانيت بالصواريخ المناسبة، وأوقعوا فيها عدة إصابات أكيدة بين قتيل وجريح». وفي وقت لاحق تحدثت معلومات عن مقتل جنديين اسرائيليين في عملية «الحزب».
وعلى امتداد ساعات النهار أصدر «حزب الله» 5 بيانات عن عمليات نفذها على امتداد الحدود من منطقة الناقورة غرباً، وصولاً الى مرتفعات شبعا شرقاً، مروراً ببلدات قضاء بنت جبيل في القطاع الأوسط.
وخلال التصعيد، انطلقت صفارات الإنذار في مقر» اليونيفيل» في الناقورة. كما أطلقت صفارات الإنذار ليلاً حيث نزل جنود القوات الدولية الى الملاجئ، خلال القصف الاسرائيلي على القطاع الغربي.
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان جاء فيه: «في إطار عمليات المسح والتفتيش لمنطقة سهل القليلة التي أطلِقت منها صواريخ نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة بتاريخ 19/ 10 /2023، عثرت وحدة من الجيش على 25 منصة إطلاق صواريخ نوع غراد في المنطقة المذكورة، واحدة منها تحمل صاروخاً معدّاً للإطلاق، وعملت الوحدات المختصة على تفكيكه».
أما في اسرائيل، فأفاد الإعلام أنّ الجيش أمر بإخلاء مستوطنة كريات شمونة. وقال الجيش الاسرائيلي «إن القوات العاملة بالقرب من بلدة مرغليوت الشمالية، على الحدود اللبنانية، تعرضت لإطلاق نار. وردّت على إطلاق النار وأطلقت عملية مطاردة للمسلح. وبعد عدة ساعات قتل في تبادل جديد لإطلاق النار في المنطقة. ولم يتضح هل تسلل إلى إسرائيل من لبنان».
وأضاف إنه قصف «أربع خلايا في جنوب لبنان. وتم استهداف مجموعة من ثلاثة عناصر من «حزب الله» تم التعرف اليهم من قبل القوات قرب الجدار الأمني الإسرائيلي في غارة بطائرة بدون طيار. وفتح القناصة الإسرائيليون النار على مسلحين تم التعرف اليهم جنب جزء آخر من السياج الحدودي. ونفذت طائرة بدون طيار غارة أخرى ضد خلية بالقرب من الحدود. وأصيبت فرقة صواريخ موجّهة مضادة للدبابات في غارة أخرى».
ومن التطورات الميدانية الى السياسية. فقد تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن. وأفيد أن البحث تناول «الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة».
وبرزت الى الواجهة، الاجتماعات التي عقدتها أمس وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، وشملت الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وعلمت «نداء الوطن» أن بيربوك طرحت أسئلة على مستقبليها عن رؤيتهم لتطورات الموقف و»إمكان طلب المساعدة في حال إجلاء الرعايا «. وأكدت على دعم الجيش. ونبّهت خلال لقائها ميقاتي إلى «ضرورة تلافي الحسابات الخاطئة وإبقاء لبنان في منأى عن الصراع قدر المستطاع».
من ناحيته، أعرب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط عن قلقه من احتمال «أن لا يستطيع لبنان الهرب من احتمال توسع دائرة الحرب». وأشار في حديث أجرته معه مجلة «بوليتيكو» الأميركية إلى أنه ورئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط أوعزا لبدء الاستعدادات اللوجستية اللازمة لاستقبال النازحين من المناطق التي قد يستهدفها العدوان الاسرائيلي، إذا حصل، مؤكداً أن مناطق الجبل «ستكون مفتوحة للجميع سواء كانوا شيعة أم سنّة أم مسيحيين». وردًا على سؤال، قال: «نحن بمفردنا». واعتبر أن اللبنانيين «تحوّلوا إلى مجرد متفرجين على كارثة يمكن أن تجتاحهم».
وعن المساعي التي يقوم بها، قال جنبلاط: «اجتمعت بالرئيس نجيب ميقاتي والرئيس نبيه برّي لنحاول ضبط الوضع، ولكن ماذا يُمكننا أن نفعل؟ هل هناك شخص يمكننا التحدّث معه من الأميركيين أو الفرنسيين أو أي شخص في الغرب؟ جميعهم يرون الإرهاب في كل مكان ويعتقدون أنها مشكلة إرهابية فيما هي قضية فلسطين، والفلسطينيون قد تخلى عنهم المجتمع الدولي».